تصريح من العصبة الحضرمية بشأن البيان الختامي لمؤتمر حضرموت الجامع
تصريح من العصبة الحضرمية بشأن البيان الختامي لمؤتمر حضرموت الجامع
تابعت العصبة الحضرمية وقائع انتهاء أعمال مؤتمر حضرموت والذي أُقيم تحت رعاية وإشراف السلطة المحلية وما نتج عنه من بيان ختامي صدر في المكلا عاصمة حضرموت يوم السبت 22 ابريل 2017م ، وحرصاً من العصبة على أن يكون المؤتمر جامعاً لكل الحضارم في الوطن والمهجر فقد أصدرت العصبة عدة بيانات ومناشدات ومواقف سابقة كان آخرها بتاريخ 18 ابريل 2017م أكدت فيه على مواقفها المتلاحقة ورفضها للأخطاء المتراكمة في أعمال التحضير للمؤتمر والتي أدت الى إقصاء وتهميش الكثير من أطياف المجتمع الحضرمي ومكوناته السياسية والمدنية والتي أفرزت تياراً عريضاً وواسعاً لتصحيح المسار، ولذا فقد دعت العصبة إلى لم الشمل ورأب الصدع بتصحيح تلك الاخطاء وتلافي القصور الذي اعترف به القائمون على المؤتمر،مؤكدة على موقفها الداعم والمؤيد والمبارك لقيام مؤتمر حضرمي يشمل جميع الحضارم في الوطن والمهجر من أجل رسم حاضر ومستقبل بلدهم وأجيالهم .
إلا أن القائمين على المؤتمر مضو في عقده دون الاستماع لنصائح الخيرين من أبناء حضرموت في الوطن والمهجر فكانت نتائج المؤتمر وإن كانت مقبولة في حدودها الدنيا إلا أنها كانت مخيبة للآمال والطموحات التي كانت تُرتجى وتُؤمل من مثل هذا الحدث التاريخي الحضرمي الاستثنائي.
ورغم ما واكب التحضير للمؤتمر من أخطاء تنظيمية وتجاوزات جوهرية ؛ وبعد النظر في نتائجه فإننا في العصبة الحضرمية نؤكد على مواقفنا وتحفظاتنا السابقة على إجراءات تنظيم وعقد المؤتمر ، إلا أن ذلك لا يمنع في الوقت نفسه من الترحيب بجملة من التوصيات الواردة في البيان الختامي والتي جاءت منسجمة ومتوافقة ومتطابقة مع ما تدعو إليه العصبة الحضرمية في رؤيتها للقضية الحضرمية ،
وفي مقدمة تلك التوصيات وأهمها على سبيل التمثيل لا الحصر ما يلي:
- توحيد الأراضي الحضرمية واستقلالها عن شمال اليمن وجنوبه بجغرافيتها التاريخية المعروفة ضمن إقليم حضرمي مستقل ، يحظى بشراكة متكاملة بناء على خصوصيته وبعده الجيوسياسي والحضاري الضارب في أعماق التاريخ.
- أن يَنتزع إقليم حضرموت حقوقه السياسية السيادية كاملة غير منقوصة بعيداً عن مختلف صنوف التبعية والانتقاص والإلحاق بشمال اليمن أو جنوبه.
- أن يكون تمثيل إقليم حضرموت في أي استحقاقات حالية أو قادمة ستفرضها التسوية الاتحادية المرتقبة على معايير عادلة ومنصفة لحضرموت من المساحة والسكان والثروة والخصوصية التاريخية والحضارية، وأن يكون نصيب حضرموت وحصتها في إدارة الدولة الاتحادية بمقدار مساهمتها في الموازنة الاتحادية للدولة.
- منح حضرموت حقوق وصلاحيات تشريعية ورقابية وتنفيذية تمكن أبنائها من ممارسة سيادتهم الكاملة على أرضهم وثرواتهم وإدارة شؤونهم في شتى المجالات.
- منح الحضارم الحق في إعادة النظر في التجربة الاتحادية متى ما رأوا أنها لم تعد صالحة وملبية لمطالبهم واستقرارهم ورخائهم وأمنهم ، ومنحهم الحق في تقرير مصيرهم بترك الاتحاد أو الاستمرار فيه.
- الإشادة بجميع المطالب والتوصيات الحقوقية والمدنية والأمنية والعسكرية والقضائية والتعليمية والصحية والتربوية والثقافية والقضائية والخدمية والقانونية ، وهي وإن كانت بالحدود الدنيا ، إلا أن التركيز على الحقوق والمطالب السياسية والدستورية يجب أن يأتي في مقدمة أولويات المؤتمر والتي أغفلها البيان الختامي وكانت جديرة بالاهتمام والعناية في هذه المرحلة والظرف الاستثنائي بخلاف غيرها من المطالب والحقوق التي لا تعذر السلطة المحلية والحكومة الشرعية بتأخير تنفيذها.
وبهذه المناسبة تخص العصبة الحضرمية بالشكر لرجالات حضرموت المخلصين المنضوين تحت لجان المؤتمر التحضيرية والذين نافحوا وكافحوا وناضلوا حتى ينتزعوا هذه التوصيات ووقفوا سداً منيعا ضد محاولات جنوبة حضرموت ويمننة قضيتها المستقلة وحقوقها ومطالبها ، وعلى جموع أهلنا في الوطن والمهاجر أن يتفهموا بأن محاولات التشويه والتشتيت التي تقوم بها التيارات الجنوبية والشمالية لتفسير توصيات البيان الختامي وحرفها عن مضامينها تأتي كمحاولة بائسة لتجيير البيان الختامي لصالحهم بعدما فشلوا فشلاً ذريعاً بإدراج أي مصطلح أو مفردة في البيان الختامي تربط حضرموت بالجنوب أو الشمال.
إن العصبة ترى أن هذا البيان الختامي بالإضافة إلى وثيقة الرؤية والمسار ورؤية المهاجر الحضرمية ومشروع الاستقلال الحضرمي الذي تقدمت به العصبة الحضرمية للأمم المتحدة ومجلس التعاون ودول التحالف العربي يصلح أن يكون أساسا ومنطلقا إلى حوار حضرمي حضرمي شامل وواسع ، وأن هذا البيان الختامي لن يقدم أي جديد ما لم يعمل على استيعاب وإشراك جميع القوى الحضرمية دون اقصاء أو تمييز في تشكيل المرجعية العامة الحضرمية والتي ستأخذ على عاتقها تنفيذ مخرجات التوافقات والاجماعات الحضرمية وخلق اصطفاف حضرمي شعبي داعم ومساند لها ، وبدون ذلك سيكون حاله كحال غيرها من التوافقات والمبادرات الحضرمية الأحادية والمنفردة.
وإن مما يلام عليه القائمون على تحضيرية المؤتمر إصرارهم على إخفاء وثيقة المؤتمر الكاملة وما تضمنته من رؤية سياسية واقتصادية واجتماعية وجعلها وثيقة سرية وعدم الاستجابة للمطالب بنشرها إعلاميا والاكتفاء بنشر ملخص لها من قبيل ذر الرماد في العيون ، لذا فإن ردود الأفعال تجاه المؤتمر وبيانه الختامي وقبل ذلك إجراءات سيره وانتظام أعماله هو بسبب غياب الشفافية المطلوبة وانعدام الوضوح التام مع جموع الشعب الحضرمي في الوطن والمهاجر ، لذا فإننا نؤكد أن هذه الوثيقة وما تضمنته من رؤية سياسية واقتصادية واجتماعية ما لم يتم نشرها كاملة وإتاحة المجال للمكونات الحضرمية بإثرائها وتعديلها فستبقى رؤية خاصة تمثل من كتبها وصاغها ، لا يمكن قبولها مفسرة وموضحة للبيان الختامي الصادر عن المؤتمر.
وفي الختام وبعد شكر الله عز وجل نتوجه باسمنا وباسم جموع الشعب الحضرمي في الوطن والمهاجر بالشكر الجزيل لدول التحالف العربي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بمساندتها للشعب الحضرمي ووقوفها معهم وإلى جانبهم في الظروف العصيبة التي تمر بها حضرموت والجمهورية اليمنية بصفة عامة.
والله نسأل أن يحفظ حضرموت وأهلها من كل سوء ومكروه
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
صادر عن مجلس قيادة العصبة الحضرمية
30 / أبريل / 2017م
المصدر :احقاف اليوم
ليست هناك تعليقات