قرارات كسر العظم بين هادي والحراك البيروتي
قرارات كسر العظم بين هادي والحراك البيروتي
فشلت عدن، وانقسم حراكها قسمين: الأول حراكٌ شرعي أيد قرارات هادي وأعلن وقوفه معه.
والآخر حراك بيروتي ناقم بشدة على قرارات هادي ويهدد بالتصعيد وتأليب الشارع.
القرارات الأخيرة تستهدف ما بقي في حراك بيروت، ويظهر أن هادي يجد مساندة كبيرة وقوية من الحلفاء.
بينما يدرك حراكييو بيروت أنهم في طريقهم للتآكل والاندثار، ولم يكن أمامهم إلا الشرعية أو التحنط في المتحف التاريخي.
وكل هذه المعارضة التي يحاولون أن يظهروها بحجم أكبر من حجمها وبخلاف واقعها، ليس تباكيا على ذهاب كرسي عدن، فالمفلحي حراكي أيضا، لكنهم يدركون جيدا ان سقوط عيدروس معناه القضاء على ما تبقي من حراكهم، رغم أن هادي هو من أعطى عيدروس هذا الهيلمان الثوري بتعيينه محافظا لعدن، ولولا كرسي عدن لما عرف عيدروس بهذا الزخم أبدا.
جماعة بيروت تقاوم التآكل، بعد أن جمّد هادي الشيوخ الكبار البيض وباعوم، واستفرد بإلضغار يسقطهم واحدا واحدا.
لكن في تصوري أن الجماعة لديهم خيط آخر يحاولون التمسك به والحرص على بقاءه ممدودا وهو حضرموت، فهم يرون أن فشل عدن سيعوضه نجاح حضرموت، وبالتالي لابد من أن يعززوا حضورهم فيها حتى يبقى مشروعهم قائما ضد أعاصير هادي، وبعد كل فترة يحاولون أن يطلوا برأسهم من حضرموت عبر مشاريع متعددة ِظاهرها حضرمية وباطنها جنوبيه، وسيطرتهم على مكامن القيادة فيها وتوجيهها وفق الرؤية الخاصة بهم.
أظن أن معركتهم الحالية مع هادي هي آخر المعارك، وأنهم لن يستسلموا بسهولة وسيراهنون على الشارع الذي ضعف كثيرا، ولكنهم لن يصمدوا طويلا فهادي يحاول أن يستخدم معهم سياسة النفس الطويل نوعا ما، ويظهر قوته عبر رسائل غير مباشرة تعقب قراراته، كلقاءه بالملك سلمان الذي أكد وقوف المملكة مع اليمن، ولقاء المفلحي بالسفير الأمريكي، فكل هذا رسائل سيأخذها الحراك البيروتي بعين الاعتبار.
ومن نافلة القول أن نذكر هنا بحديث الدكتور الشليمي المناصر والدعم للحراك الجنوبي في كثير من كتاباته وتغريداته، على خلفية القرارات الأخيرة فقد أكد عبر حسابه في الانستقرام دعوته للجنوبيين الى التعقل وعدم التهور والقبول بالأمر الواقع، وان قرارات هادي نهائية ولا تراجع فيها أبدا.
خلاصة القول هل وصلنا لمرحلة كسر العظم بين هادي والحراك البيروتي أم لازال أمامنا وقت طويل سنشهد فيه صراعات ومعارك أخرى تجعل الجنوب مضطربا غير مستقر.
وعتاب جميل لحضارمنا، لماذا تصرون على ربط حضرموت الآمنة المستقرة بهذا الصراع، فهل فيكم رجل رشيد.
المصدر :احقاف اليوم
ليست هناك تعليقات