قوانين الهجرة وتناقضات ترامب
قوانين الهجرة وتناقضات ترامب
ما الذي لا يفهمه دونالد ترامب في كلمة «غير شرعي»؟ هذا هو السؤال الكبير الذي قفز إلى أذهان بعض المنتسبين لليمين المتطرف، كرد فعل على متابعتهم لتصريحات الرئيس لوكالة أسوشييتدبرس الأسبوع الماضي. وكانت النقطة الأكثر أهمية حول مواقف ترامب هي التي تتعلق بموقفه من «الحالمين»، وهم المهاجرون غير المسجلين في دوائر الهجرة بطريقة نظامية والذين أتوا إلى أميركا عندما كانوا صغاراً، ثم كبروا، وسبق لهم أن استفادوا من أمر إداري تنفيذي صادر عن الرئيس باراك أوباما يمنع ترحيلهم.
وأظهر ترامب موقفاً متعاطفاً مع «الحالمين» من قبل. وقال الأسبوع الماضي بكل وضوح إنه سيحميهم. وعندما سأله مراسل وكالة أسوشييتدبرس: «وهل سيمثل هذا الموقف سياسة لإدارتك تقضي بالسماح للحالمين بالبقاء؟»، أجاب بتصميم لا لبس به: «نعم، نعم، هذه هي سياستنا». ونظراً لأن المواقف التي «لا لبس فيها» والتي تصدر عن ترامب، يمكن أن تفتقر إلى المصداقية بحيث لا يمكن الركون إليها، فقد فضل المراسل الصحفي أن يتلمّس مدى مصداقية ترامب، فقال له: «العديد من أتباع الحزب الديمقراطي يأملون بسماع شيء منك حول هذا الموضوع، ولا أريد أن أقدم لهم الرسالة الخاطئة المتعلقة به، فما رأيك؟». أجاب ترامب: «هذا هو ما يمكنهم سماعه، أي أن الحالمين سوف يبقون آمنين. هل هذا جيد؟ دعني أكرره لك مرة أخرى: الحالمون سيبقون هنا بأمان».
ولا شك أن قول الرئيس بأن لبعض الناس الحق بالبقاء «آمنين» ينطوي على القسوة، في الوقت الذي تغلق الوكالات الفيدرالية الأبواب في وجوههم. وخلال شهر فبراير الماضي، وجه وزير الأمن الداخلي في إدارة ترامب «جون كيلي» أمراً أشار فيه إلى أن الحكومة «لن تعفي فئات أو طبقات معينة من تنفيذ القوانين»، وذلك خلال لقاء مع وكالة بلومبيرج الإخبارية الخميس الماضي.
وخلال الحملة الانتخابية، قال ترامب إنه سوف يعمل على إنهاء هذا الوضع (المتعلق بالحالمين) منذ اليوم الأول لدخوله البيت الأبيض، لأنه يتعارض مع الدستور. وبالطبع، هو على حق لأن الموضوع غير قانوني. وغالباً ما كان ترامب يصف خططه لترحيل الأجانب بأنها نابعة من شدة احترامه للقانون. فهو ليس ضد الهجرة أبداً كما يقول، بل هو ضد الهجرة غير الشرعية فقط. وقال في مؤتمر صحفي نظم عام 2015: «سوف نعمل على السماح للناس بالوصول إلى هنا، إلا أنهم سيأتون هذه المرة بطريقة قانونية».
ولو اتبع ترامب خطى أوباما، فسوف يكون قد اختار الطريق الأقوم الذي يحتكم إلى المنطق السليم والتعاليم الأخلاقية. ويقتضي الأمر أن نلاحظ أن «الحالمين» لم يفعلوا شيئاً خاطئاً، وأن الولايات المتحدة التي استثمرت فيهم من خلال تعليمهم يمكنها أن تحقق المكاسب من توطينهم وتشغيلهم، رغم أن مثل هذا التوجه غير وارد ولا مقبول في قوانين الهجرة.
*كاتب أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
ليست هناك تعليقات