أحدث الاخبار

فرحة عمار

فرحة عمار



صدحت زغاريد النجاح ورفرفت

                      في الأفق أفراح الدنا بتخرجي

وتلألأت كل العيون سعيدة

                        شوقا إلى يوم الهناء المبهجِ 

وشفاه كل الناس تهمس فرحة

                     مزدانة البسمات في يوم شجي

ليس لقلب الوالدين من سعادة أعمق ولا من فرح أشد من نجاح أبنائهم ووصولهم لنهاية حصاد تعب سنوات من الدراسة وما يرافقها من ترقب الوالدين ليوم التخرج وانخراط الأبناء في المجتمع يشاركون في بنائه ويتركون بصماتهم في الحياة.

قبل أيام قلائل احتفل الغالي ولدي عمار بتخرجه من كلية الآداب قسم الاعلام بجامعة عدن العريقة،

حقيقة لم أكن حاضرا حفل التخرج لأسباب خارجه عن ارادتي ولكن فرحتي بولدي تجاوزت كل المسافات وتخطت كل الحواجز.

عمار ابني الذي يراه الكثير أقرب أولادي شبها بي من الناحية الشكلية أجده أيضا أكثرهم تميزا في استخدام كلمات المدح لأبيه وعبارات البر حيث لا تخلو محادثتي معه من اسعاد قلبي بكمية الدعاء التي يختم معظم جزئيات حديثه أو عبارات التحفيز والثناء التي يغمر بها والده.

قال لي ذات يوم المفكر والكاتب اليمني والأخ العزيز الأستاذ احمد قايد الأسودي  حين رأى عمار معي اثناء زيارتنا له في منزله بصنعاء وعمار لا يزال صغيرا حينها ان ابنك هذا سيكون شخصية جماهيرية ربما لم القِ بالا لحظتها لكلمته تلك ظنا مني أن الوقت مازال مبكرا لأن نحدد وجهة ذلك الطفل الصغير ولكن مع الأيام بدأت نبوءة الأستاذ أحمد تتحقق فعمار يجيد صوغ ما يريده بطريقه خفيفة تنزل على القلب كقطرات ندى ناعمة حتى لو كان ما يريده صعبا من الأساس او فوق ما أستطيع لكنه الفن العماري الخاص في التعامل مع أبيه ولعل هذا أيضا تبعا لشخصيته السلسة التي تتسلل الى القلب أولا ثم تتجه لخطاب العقل.

ربما لم يصل عمار لما يستحقه بعد ولما يجب أن يكون عليه.. قد أكون مقصرا في توجيهه أو ربما مبالغا في إيماني بقدراته وبالتالي تركت له مساحة الحرية بلا جدار او سياج يحدها لكنني متأكد من أن عمار المتزن سيجد الطريق التي توصله لما يستحقه والى المكان الذي ينتظره ويليق به سواء عاجلا أو تأخر قليلا المهم ان امنياتي له وما اراه فيه لن يخذلني.

سعادتي بك بنيّ وبأخوتك واخواتك وانجازاتكم هي التي ستهون علي تعب الزمان وتبعات الحياة وها أنا اراكم تكملون مسيرتكم التعليمية واحدا تلو الآخر بنات وأبناء وبرغم ما اتمناه أن تكونوا متميزين في دراستكم لكنني أؤمن أيضا ان الدراسة النظرية ليست المحك الأساسي لأبداع الشخص ونقاء قدراته خاصة في وطننا العربي فكثير من الشباب والشابات يحملون طاقات جبارة وأفكار مبدعة ومع ذلك يجدون في مقاعد الدراسة الجامعية قيودا تحد حركتهم وحبال تمنع ابداعاتهم من الظهور والتطور ويبقى كما قلنا الواقع هو الذي سيظهر القدرات والمهارات الحقيقية لكل شخص.

أهنئ نفسي أولا بك يا ولدي واهنئك ثانيا بإنجازك

واسأل الله لكل شباب المسلمين الخير والصلاح والتفوق والنجاح وأن تقدموا لأوطانكم وأمتكم ما قصرنا نحن في تقديمه متحررين في ذلك من أباطيل الساسة وشعوذة الكهنة ودجل الحكام.
حفظك الله يا ابني من كيد الأشرار ومكر الفجار واعيذك بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
وبهذه المناسبة اهني اساتذتك بالجامعة وفي مقدمتهم أساتذتك الدكتور محمد علي ناصر

على الجهود التي يبذلونها لتكمل الجامعة أداء رسالتها رغم الصعوبات الجمّة نتيجة الأوضاع التي تعيشها عدن وكافة مناطق الوطن.
كما اقدم التهنئة لكافة زملاء دفعتك من الخريجين والخريجات ومنهم اخص الأبن الحبيب ناصر عوض بن لزرق،
متمنيا للجميع حياة عملية موفقة ومستقبلا مزدهرا في وطن يتمتع بالحرية والكرامة يرفرف الأمن والسلام في كل ربوعه .



المصدر :احقاف اليوم

ليست هناك تعليقات