المراكز الصيفية الحوثية... معسكرات تجنيد ودروس طائفية
المراكز الصيفية الحوثية... معسكرات تجنيد ودروس طائفية
شرعت قيادات ميليشيات الحوثي بصنعاء في تنفيذ عملية حشد واسعة لمقاتلين جدد من شريحة الأطفال والشباب المراهقين من طلبة المدارس إلى جبهاتها العسكرية عبر مراكز صيفية تتوزع في عدد من مديريات أمانة العاصمة والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة انقلابيي اليمن.
وأفادت مصادر تربوية بصنعاء أن ما سمي باللجنة الإشرافية العليا للمراكز الصيفية الحوثية بصنعاء أصدرت تعميمات لأتباعها في المحافظات والمديريات الخاضعة لسيطرتها دعتهم لسرعة تشكيل لجان فرعية ومشرفين حوثيين وعقد لقاءات واجتماعات للتحضير والبدء بإقامة المراكز الصيفية هذا العام.
وقالت المصادر، إن اللجان الفرعية الحوثية التي شُكلت مطلع الأسبوع الماضي بمناطق سيطرة الانقلابيين بدأت اجتماعاتها التحضيرية للشروع بإقامة المراكز والمخيمات الصيفية. وأشارت إلى إجراء مسوحات ميدانية لأماكن التجمعات وحصر طلاب المدارس والشباب الذين تود الجماعة استهدافهم عبر مخيماتها الصيفية.
ووفقا للمصادر التربوية، فقد حددت الميليشيات مطلع يوليو (تموز) المقبل موعدا لانطلاق مراكزها الصيفية، وقالت بأنها ستستمر على مدى 40 يوما متواصلة. ووصفت حجم التحضيرات التي أعدتها الميليشيات لإقامة هذه المراكز بـ«الضخمة»، وقالت إن حجم التجهيزات يشير إلى أنها ستكون معسكرات صيفية وليست مراكز صيفية لطلاب مدارس صغار سن وشباب مراهقين.
وكشفت المصادر التربوية عن رصد الجماعة أكثر من 350 مليون ريال يمني (الدولار يساوي نحو 520 ريال يمني) ميزانية تشغيلية أولية لانطلاق المراكز الصيفية بأمانة العاصمة والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرتها.
وبحسب تغريدات لناشطين حوثيين على شبكات التواصل الاجتماعي، تسعى الميليشيات هذا العام لاستقطاب أكبر عدد ممكن من طلبة المدارس والشباب المراهقين بأكثر من 88 مركزا صيفيا جهزتها الميليشيات على مدى الثلاثة الأسابيع الماضية في أمانة العاصمة ومناطق سيطرتها.
وكشف مسؤول بوزارة الأوقاف والإرشاد بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الطلاب الذين تستهدفهم الميليشيات الحوثية بمراكزها ومخيماتها الصيفية يخضعون بشكل مكثف لمناهج طائفية ومتطرفة تتضمن كتيبات وملازم للصريع حسين الحوثي، إلى جانب استماعهم لخطابات عبد الملك زعيم الميليشيات الحوثية.
وأشار المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن هويته خشية الاستهداف، إلى استهداف الميلشيات الإيرانية لعقول الطلاب والشباب عبر مراكزها بمحاضرات تعبوية تحثهم على اعتناق الأفكار الطائفية وترديد الصرخة الحوثية وتدربهم على استخدام السلاح وإجبارهم بعد ذلك على الالتحاق بصفوفها للمشاركة بجبهاتها القتالية.
وكشف المسؤول بالأوقاف عن استحداث الميليشيات مؤخرا وفي هذا الجانب لدائرة أطلقت عليها مسمى (دائرة المناهج التنويرية) مهمتها إعداد مناهج طائفية خاصة بالمراكز الصيفية تركز على المعتقدات الطائفية وتمجد قيادات الميليشيات وتروج لأفكارها وآيديولوجياتها المذهبية والعنصرية وتحرض على ثقافة العنف والاقتتال والكراهية.
وأكد تقرير صادر عن مركز العاصمة الإعلامي، أن إجمالي الانتهاكات بحق المراكز الصيفية بمديريات أمانة العاصمة فقط بلغ منذ انقلاب الحوثي وحتى أغسطس (آب) 2017 أكثر من 366 انتهاكا.
وبحسب التقرير، فقد تعددت الانتهاكات لتشمل 5 عناصر هي «التهديد، والاقتحام والنهب، والاحتلال، والإغلاق، واستحداث مراكز حوثية جديدة».
وفي الوقت الذي يكشف فيه التقرير عن تعمد استهداف الميليشيات عبر مراكزها الصيفية للطلاب بالمراحل الأولى من سن (6–17) مستغلة سلطة السلاح والمال وإغراء الأطفال، أكدت معلومات رسمية حديثة أن عدد الأطفال اليمنيين في سن التعليم (بين 5 - 17عاما) يبلغ 7.7 ملايين طفل ويمثلون 34 في المائة من إجمالي عدد السكان.
وتناول التقرير 10 مديريات بالعاصمة صنعاء. وقال بأن مديرية معين نالت الجزء الأكبر من الانتهاكات بحق المراكز الصيفية وتلتها مديرية السبعين. وكشف المركز عن إغلاق الميليشيات لـ118 مركزاً صيفياً بأمانة العاصمة، منها 32 مركزا بمديرية معين و26 بمديرية السبعين و12 بمديرية التحرير و11 بمديرية أزال و9 مراكز بمديرية الثورة و8 مراكز بمديرية الصافية.
كما اقتحمت ونهبت الميليشيات بحسب التقرير 89 مركزا وعبثت بمحتوياتها وأخرى تم السطو عليها وقامت بمصادرتها، منها 15 مركز بمديرية السبعين و13 بمعين و12 مركزا بمديرية الثورة.
ورصد التقرير استحداث الميليشيات مراكز صيفية واستبدلت مراكز أخرى جرى اقتحامها بوقت سابق بمراكز طائفية تابعة لها حيث بلغت 69 مركزا منها 10 مراكز مستحدثة بمديرية صنعاء القديمة، و9 مراكز لكل من مديريتي الوحدة ومعين، بينما استحدثت 8 مراكز بكل من مديرية الصافية والتحرير.
المصدر :الصحوة نت
ليست هناك تعليقات