مراكز الامتحانات في مناطق الحوثي" تدمير حقيقي للمستقبل
مراكز الامتحانات في مناطق الحوثي" تدمير حقيقي للمستقبل
استغلت جماعة الحوثي الوضع وفوضى التعليم في مناطق سيطرتها منذ انقلابها والتدرج في تدمير العملية التعليمية باليمن بتحويل المدارس والمقرات التعليمية الى بؤر مفخخة بأفكارهم العقائدية وتخزين الأسلحة انتهاء بقطع الرواتب عن المعلمين وتجنيد طلاب المدارس , ولم تكتف بذلك بل عملت على تحويل الامتحانات المصيرية في اليمن إلى غرف للغش، والاستهتار المتعمد بالعلم والتعليم وتدميره في اخر مراحله في لجان الاختبارات.
الغش واختبار البدائل..
محمد مهيوب مدرس في العاصمة صنعاء يقول" للصحوة نت": أن صنعاء وغيرها من المحافظات تعتبر بؤرة للفشل في إدارة المراكز الامتحانية، حيث يتجمهر العديد من المسلحين على أبواب المدارس ويعملون على فرض مبالغ مالية على الطلاب من أجل البحث لهم عن مدرس يقوم بالإجابة على أسئلة الامتحان وتصويرها وتوزيعها لهم.
ويضيف لدى سلطة صنعاء العلم بكل هذه الخطوات ولكن لم يقوموا بأي خطوة وكأن الأمر يتم بتوجيه منهم.
وعند سؤالنا له عن مصطلح "اختبار البدائل" قال محمد: " "اختبار البدائل" هي طريقة جديدة استحدثتها الجماعة الحوثية من أجل قيام أشخاص بإجراء الاختبار بدلا عن أشخاص آخرين متغيبين أو أنهم يقاتلون في جبهات القتال مع الحوثيين، أو يمكن حتى القيام بتسريب الأوراق للبعض ممن كانوا في الجبهات منذ فترة طويلة".
خطورة الغش
تتحدث الاخصائية الاجتماعية "فاطمة علي " للصحوة نت " عن ظاهرة الغش بقولها " أن الغش من قبل كان يعتبر كارثة مجتمعية وخصوصا عند المسؤولين بالمدن، وكان ذلك عندما تأتي البلاغات من الأرياف والمناطق النائية، أما في وقتنا الحالي فيتم استحداث الكثير من الوسائل للغش وبطرق رسمية من الوزارة التابعة للحوثيين بأنفسهم.
وقالت "فاطمة علي"، صارت طرق الغش ووسائلها تخترع وتقنن من قبل الجماعة الحوثية، وهو ما يهدد بضياع جيل كامل من اليمنيين بسبب تصرفات هذه الجماعة، بل وصار الغش مؤخرا يزداد بشكل كثيف كل عام وصرنا نسمع عنه من أفواه الانقلابيين الحوثيين أنفسهم وطرق الغش الحديثة التي اخترعوها، وكذلك نسمع بها عن طريق الطلاب والطالبات وأولياء الأمور والمراقبين للجان الاختبارات وكأنه أمر أصبح من ضرورات العام الدراسي.
واعتبرت "فاطمة" ما تقوم به الجماعة الحوثية استهتار بالتعليم وستنتج جيلا من الفاشلين الذين لا يستطيعون حمل القلم وتربية الأجيال، بل جيل من الفاشلين تسعى الجماعة بعد ذلك لتوجيههم للجبهات للقتال.
مؤكدة " ان ما يحدث في لجان الامتحان تدمير حقيقي للمستقبل".
التعليم في خطر..
يؤكد التربوي "محمد ناصر" مدرس بمديرية بني الحارث بصنعاء، أنّ "التعليم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين يتراجع بشكل مخيف"، و أنّ "انقطاع الرواتب وغياب الكوادر التعليمية وانتشار السلاح في المؤسسات التعليمية، كل ذلك يساهم في القضاء على التعليم".
ويقول إنّ "انتشار الغش هو أحد مظاهر تردّي العملية التعليمية"، موضحًا أنّه "في بعض الحالات، وبعد دقائق على توزيع الأسئلة على التلاميذ، يفرض مشرف القاعة (مراقب) مبلغ يصل إلى 1000 ريال على كل تلميذ، ليتيح المجال أمامهم حتى يلجؤوا إلى وسائل الغش التي في حوزتهم من كتب وإنترنت داخل قاعة الامتحانات نفسها، ناهيك عن أشخاص تم استبدالهم مكان أشخاص آخرين ليقوموا بالاختبار بشكل بديل، وأن هناك مدرسين يفرض عليهم الإجابة على ورقة الأسئلة ومن ثم تصويرها وتوزيعها على الطلاب.
ويضيف "محفوظ" أن طرق الغش في القاعة التي يختبر فيها تتنوع بين تصوير أوراق تم الإجابة على كل ما فيها وبين جعل مدرس يكتب لهم الإجابة على سبورة الصف ليقوم الجميع بنقلها إلى دفتر الإجابات.
إجبار المعلمين
يرى الكثير من التربويين أن الجماعة تتخذ وسائل كثيرة للغش وهذا يهدد التعليم في اليمن وينشأ جيلا من الطلاب لا يعرفون الكثير عن مناهجهم الدراسية، الاستاذ "إبراهيم " من المحويت يتحدث عن الأمر ويقول:" والله أنه مشكلة الغش منعت الكثير من ابنائنا من المذاكرة، بل ووصل الأمر إلى حد أن الطالب يستحوذ على الكتاب ولكنه لا يستطيع الإجابة على ورقة الامتحان".
وهذا ما يجعل الجماعة الحوثية تفرض على الكثير من المدرسين الإجابة على ورقة الامتحان وبنماذجها المختلفة، وبطريقتها تعمل على توزيعها ونقلها للطلاب في صورة تعكس حجم الخطورة التي تهدد ما تبقى من العملية التعليمية.
المصدر :الصحوة نت
ليست هناك تعليقات