فيما الحوثي يسرح الموظفين ويستبدلهم بأتباعه.. حالة هجرة غير مسبوقة من اليمن
فيما الحوثي يسرح الموظفين ويستبدلهم بأتباعه.. حالة هجرة غير مسبوقة من اليمن
في صنعاء حيث يخيم الفقر والبطالة والمرض، وآلاف المواطنين يجلسون على الأرصفة بدون عمل، لم تكن هذه حال صنعاء -كما يقول الناس- حتى وقت قريب، ولم تبلغ نسبة البطالة هذا الحد من قبل الا في زمن الانقلاب الحوثي الذي أفسد كل مظاهر الحياة وأخرج الناس من وظائفهم وأعمالهم إلى الشوارع والأرصفة، ومع استمرار الانقلاب تبدو هذه التجمعات البشرية مرشحة للتوسع لتشمل موظفين آخرين على قائمة الانتظار.
التلفون مقابل سيجارة
على "الدكة" يجلس العميد محمد الآنسي لأنه "لم يجد مكاناً آخر" بعد أن استبدلته الميليشيات من عمله في وزارة الدفاع بشخص آخر محسوب عليها، يقول للصحوة نت: "كان ذلك منذ ثلاث سنوات لأنني رفضت أن أدور في فلكهم وأسبح بحمدهم وأخضع للأطفال الذين أتوا بهم من الكهوف ليكونوا قادة ومشرفين علينا".
فجأة، قطع العميد الانسي كلامه ونادى ابنه الصغير وأعطاه جهاز تلفونه قائلاً: "سير إلى صاحب البقالة وقله يعطيني سيجارة ويخلي عنده التلفون".
تنفس الصعداء وأشعل سيجارته في تلذذ، وتابع قائلاً: "كما رأيت، هذه حالنا وحال غالبية الشعب اليمني بعد مجيء هؤلاء، ولمعلوماتك، حتى لو وافقت على جميع طلباتهم وذهبت إلى دوراتهم الثقافية فلن يمنعهم ذلك من اقصائك وإحلال شخص من جماعتهم مكانك ما دمت من خارج السلالة".
ووفقاً لآخر إحصائية، فقد زادت نسبة البطالة بين اليمنيين منذ استيلاء المليشيات الحوثية المدعومة من إيران على السلطة بنسبة 12٪ وذلك بعد قيام الميليشيات بعمليات إقصاء ممنهجه وواسعة للكوادر خارج إطار الجماعة، بالإضافة إلى إغلاق عدد كبير من الشركات والمصانع أبوابها وتسريح موظفيها نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي، ويقضي غالبية المسرحين والعاطلين معظم الوقت في الرصيف على شكل تجمعات لا يكاد يخلو شارع أو حي من أحياء صنعاء منها.
طالبنا بحقوقنا ففصلونا
يؤكد الأكاديمي السابق" ي. ط"، للصحوة نت بأنه أحد الذين سرحتهم الجماعة من وظائفهم: "تم فصلي من عملي في جامعة (......) على ذمة وقفة احتجاجية اقمناها للمطالبة بمستحقاتنا التي لا دخل لما يسمونه الحصار والعدوان بها، لكون ميزانية الجامعة تتألف من رسوم الطلاب والتعليم الموازي، ولكن الميليشيات بدل أن تستمع إلى صوت العقل، قررت فصلنا، وعددنا 30 شخصاً ما بين أكاديمي وإداري".
وتابع: "حالياً لا يوجد مكان أقضي فيه الوقت سوى الرصيف انا ومجموعة مثلي من المنكوبين، وطوال الوقت نظل نناقش أوضاع البلاد ونراقب ارتفاع الأسعار في رعب، ونفكر بمصيرنا والمستقبل المجهول لأولادنا ".
ولا حوثي عاطل
ويقول ناجي، الموظف السابق في مطار صنعاء، والذي يجلس في الرصيف أيضاً: "يمكنونا عدوان وحصار والله ما عاطلين وباطلين إلا إحنا أما هم مرتاحين... اتحداك توجد لي شخص حوثي عاطل أو منكوب.... أو جالس في الرصيف.... دخلوا صنعاء توظفوا واشتروا السيارات والعمارات واحنا قالوا لنا عدوان.... زوج بنتي مشرف معاهم... ودائماً يقول لي ياعم تعال معانا وانطلق وبانعطيك كل شيء من (حق سبيل الله) .... قلت له مادام هو حق سبيل الله ليش ما تصرفوا للناس الذي مامعاهم عمل؟ . .. والا ضروري يقتلوا في الجبهات بالأول وبعدين تعطوه حقه".
شباب مغلوب على أمره
تجمع آخر في منطقة "سعوان" بأمانة العاصمة يضم عدداً لا بأس به من العاطلين، معظمهم من الشباب، أحدهم يدعى "زيد الاهجري" قال أنه خريج كلية الهندسة بجامعة صنعاء ومنذ تخرجه قبل أربع سنوات لم يجد فرصة عمل حتى في المطاعم والكفتريات، ولذلك فقد سلم للأمر الواقع وترك الأيام تفعل ما تشاء.
في حين قال صديقه "يونس الخطابي" بأنه جندي في الشرطة العسكرية بلا راتب، ولذلك يمضي الوقت مع أصدقائه ويفكر بالسفر إلى الخليج، خصوصاً وأنه يقترب من الخامسة والثلاثين ولم يتزوج بعد.
وتعليقاً على هذا الوضع يقول الدكتور "مصطفى الحكيمي" أخصائي علم الاجتماع والجغرافيا السياسية: "مستقبل أي بلد يتوقف على الشباب واوضاعهم ومدى اهتمام القائمين على الدولة بهم، فإذا رأيت الشباب على الأرصفة بلا عمل أو يتم حملهم على متن سيارات إلى جبهات الموت، فهنا اقرأ عليه السلام".
وفي ظل الحرب هاجر عشرات الآلاف إلى المملكة وكل دول العالم للعمل واللجوء وطوابير الجوازات تشهد على حالة الهجرة المرتفعة.
المصدر :الصحوة نت
ليست هناك تعليقات