أحدث الاخبار

"أيام في الجحيم" قصص الناجين من معتقلات مليشيات الحوثي

"أيام في الجحيم" قصص الناجين من معتقلات مليشيات الحوثي



عبد الرحمن شاب في الـ20 من عمره، اعتقلته مليشيات الحوثي في مدينة صنعاء عندما توقف لسؤال بعض المسلحين عن"شارع خولان"، كان يجهل شوارع صنعاء فهو لم يزرها من قبل، وجاء اليها قادماً من قريته "حراز" على متن دراجته النارية مصدر دخله الوحيد، تلقت عائلته نبأ اعتقاله في البحث الجنائي بصنعاء.

جالسة على باب منزلها الريفي القديم، تسترجع "سعود" ذكريات فلذة كبدها، عندما وصلها نبأ اعتقاله انهمرت دموعها على الخدين، وفي حديثها تظهر حرقة ولوعة على ابنها الذي  ودعته بعد إطلاق سراحه بعام واحد بعد تعرضه لحادث سير في الطريق السريع.

تعذيب وحشي

تقول: "لم يتركوا وسيلة تعذيب ولا اداة للضرب ولا شتيمة قبيحة الا واستخدموها ضد عبدالرحمن الله يرحمه، عندما اطلق سراحه لم نعرف تفاصيل وجهه الا بصعوبة، كان عاجزا عن الجلوس، وفي جسده الكثير من الحروق والكدمات".

حاولت عائلته التحدت الي واسطة "مقربة من جماعة الحوثي للإفراج عنه لكن بدون فائدة نظرًا للتهمة التي وضعتها له المليشيات وهب الانتماء لتنظيم القاعدة".

كما حاول والده التواصل مع العديد من الأشخاص ليعلم وضع ابنه، مر شهرين على اعتقاله في البحث الجنائي، وعائلته لا تدري ماذا حل به، ولا دليل علي تهمة اعتقاله، فوالده يعمل في المزرعة طوال النهار ولا يعرف حتى مصطلح "تنظيم القاعدة".

سُجل عبد الرحمن بقائمة المعتقلين قسريًا لعدم قدرة أهله على التواصل معه على الإطلاق.

يقول صديق عبد الرحمن: "كانوا يجبرونه على شرب المياه القذرة والتلفظ بالفاظ قبيحة ضد نفسه وعائلته، أما عدد الصفعات التي تلقاها فكانت أكثر من ان يتمكن من عدها، وبعد ثلاثة أشهر أطلقوا سراحه مع خطاب اعتذار وتحكيم قبلي من المدعو "ابو ثائر" بحجة الاشتباه بالاسم"، ويتابع بحرقة: "الله يحكم فيهم وينتقم منهم كيفما شاء، لم يشأ عبد الرحمن ان يخبر والده واسرته بقصص التعذيب لكنه أخبرني بها سراً وطلب مني عدم اخبار اي كائن حي لأنه كان خائفاً منهم، لكنه الآن تحت التراب، وسيجتمع مع غرمائه غداً بين يدي الحكم العدل".

 

البحث عن عمل

ودع عائلته متوجهًا الى صنعاء للبحث عن عمل، ناجي غالب شاب في الـ30من عمره لم يتعرض للمليشيا بأي أذى، ولا كتب حتى تغريدة مناوئة لهم، تشاجر ناجي مع افراد نقطة "الصباحة" بسبب تأخيرهم للسيارة التي كان يستقلها بحجة التفتيش، وتطور الشجار الى حد الاشتباك بالأيدي، وعندها هب افراد عصابات الحوثي من كل مكان ليشبعوه ضرباً وركلاً، اخذوه الى سجن قسم شرطة منطقة "متنة" القريبة من المكان.

يقول: "ذهبت الى صنعاء للبحث عن عمل وودعت زوجتي الحامل وفجأة وجدت نفسي في زنزانة مظلمة بعظام محطمة ووجه مليء بالدم و"كيس" من التهم اقلها اعدامي".

ويتابع ناجي قصته قائلاً: "فجأة اكتشفت بأنني مهرب سلاح ومعارض للنظام "أي نظام؟"  ومعتدي على "انصار ..."، أما التهمة الأكبر والأخطر فكانت العضوية في "شبكة دعارة"، لماذا لم يكتبوا في المحضر أنني تشاجرت معهم وخلاص؟؟".

"مكثت في السجن خمسة اسابيع تحت التعذيب الذي لم أكن اتخيل انه موجود في بلادنا ولم نسمع به الا في معتقلات اليهود، كانوا يربطونني على السقف ويتناوب المشرفين "ابو يحيى" و " ابو عبد الله" و"ابو يقين" على ضربي بالعصي الغليظة، وكانوا يتناولون القات طوال الليل وعندما يقترب الفجر يخرجون  القات من افواههم ويضربوني به حتى يتحول جسدي ووجهي الى اللون الأخضر، وكان النوم مسموحا لمدة ساعتين فقط في الصباح ، وبعد مضي شهر على اعتقالي تواصلوا مع أهلي وجاء ابي وأخرجني من المعتقل وانا شبه ميت مقابل مبلغ 250 الف ريال".

 

الهدف هو الموت

قصص التعذيب ليست من وحي الخيال، بل حقائق ما زالت تجري إلى الآن مع مواطنين يفترض بأنهم يتمتعون بكامل حقوقهم الدستورية أو الآدمية على الأقل.

معتقل آخر ويدعى عارف يبلغ من العمر 42 عاما، قبض عليه بعد مشاركته في "انتفاضة ديسمبر" التي دعا اليها الرئيس السابق صالح في ديسمبر 2018 ، يقول: "هؤلاء الناس لا يكرهون شيئاً بقدر كرههم لليمنيين وللبشرية بشكل عام...كانوا يعاملوننا كالحيوانات وكنت أرى الدماء تسيل بغزارة شديدة، لم تكن لديهم أي مشكلة في أن يقتلونا ويرمونا للكلاب الضالة".

ويضيف: "اثناء التحقيق معنا في قبو الأمن السياسي، كنا نتعرض لشتى انواع التعذيب، بما في ذلك الصعق بالصدمات الكهربائية والدوس على الجروح بالأحذية الغليظة والسلق بالمي الساخنة".

وأضاف: "وكأن الهدف من التعذيب والضرب ليس إجبارنا على الاعتراف بشيء ما، بل  الهدف هو الموت".



المصدر :الصحوة نت

ليست هناك تعليقات