أطفال الحوثيين.. ضحايا آبائهم وثقافة العنف
أطفال الحوثيين.. ضحايا آبائهم وثقافة العنف
لا تتوقف البيوت اليمنية عن الأحزان وتشييع الجنائز واستقبال التعازي في الشباب المغرر بهم الذين انضموا لصفوف جماعة الحوثي سواء بالتغرير والتعبئة الخاطئة، أو بالإكراه واستغلال الحاجة.
وبحسب إحصائيات إستطلاعية محلية، فإن أكثر من 83% من المقاتلين في صفوف الحركة الحوثية المتمردة، من فئة الشباب دون الـ 25 عام، وأن نسبة كبيرة منهم من "حديثي الزواج" الذين تركوا عائلاتهم بعد أن رزقوا بطفل أو طفلين، أو من الذين رحلوا وأطفالهم ما يزالون في بطون امهاتهم.
في بيت قديم من بيوت حي "مذبح" جنوبي المدينة، يسكن الطفل ز .ع 8 سنوات، مع والدته وشقيقته الصغرى4 سنوات، أما رب العائلة فقد ذهب للقتال مع الحوثيين في اغسطس من العام 2016 وكانت زوجته لاتزال حامل بالطفلة، ولم يعد بعدها ابداً.
يردد الطفل كلاما كأنه تم تحفيظه "أبي رحل لكي يقاتل الأمريكيين واليهود والدواعش الذين يفجرون "النسوان" بالقنابل ولا يصومون في رمضان ".
تقول والدته، بأن ابنها يتحرق شوقاً للذهاب والقتال مع "الحوثي" لكي يلتقي بوالده "في الجنة"، حسب زعمها، مضيفة بأن الطفل لا يرغب في الدراسة ويستمع الى الزوامل "اهازيج حربية حوثية" طوال الوقت ويطلق على نفسه لقب "أبو حيدر".
وعن اصدقائه والأطفال المحيطين به، فيقول أنه لا يحب غالبية أطفال الحي الذين في مثل سنه، "لأنهم دواعش" حسب تعبيره، ولذلك فهو يفضل البقاء وحيداً واللعب مع أخته الصغيرة واستماع الزوامل.
أريد أبي
وعلى مسافة من منزله، يقع منزل طفل يتيم آخر فقد أباه في "الحرب" التي تخوضها أسرة الحوثي عبدالملك ضد ابناء الشعب اليمني منذ عام 2003، ويدعى هذا الطفل "محمد م.م " وعمره سبع سنوات، غير أنه لا يتفق مع ز.ع في رضاه عن مصير والده.
ويقول: "قتل ابي في تعز قبل عام واحد، واتذكر بكاء أمي وهي تتوسل اليه أن لايذهب، ثم قبلني في رأسي وخرج ، وكان هذا في آخر ليلة رأيناه فيها".
ويتابع الحزن واضحاً على ملامحه البريئة "أبناء عمي وأصدقائي لديهم ابآء وامهات يشترون لهم كل شئ، أما أنا فقد تزوجت أمي وتركتني عند جدي وجدتي الذين يضربونني دائماً ويحرمونني من اللعب، كم أتمنى أن يعود أبي لأقول له "لا يصدق للـ"حوثة" الذين حبسوا والد صاحبي إبراهيم، وأقول له أني بحاجة للعب والمدرسة "وان لا يتركني ابدا" وصمت وهو يغالب دموعه.
الطريق الأعوج
أما " ن. ح" البالغة من العمر ست سنوات والتي بالكاد تستطيع الكلام، فهي لا تتذكر شيئاً عن والدها ولا تراه إلا في الصور، وتقول أن والدها في "الجنة"... بخلاف أقربائها الذين لهم رأي آخر، ومنهم عمها الذي يعتقد بأن شقيقه الأصغر كان "ظالماً" عندما ترك هذه الطفلة البريئة وحيدة وذهب ليقتل في الجبال من أجل من أسماهم "اللصوص".
مضيفاً أن أخاه كان يعمل في بيع القات وظروفه المادية ميسورة وكانت ابنته تنعم بحياة مثالية و رغيدة، لكنه عندما أختار "الطريق الأعوج" حد وصفه فقدت ابنته كل شئ، ولحقت أمها ببيت أهلها تاركة طفلتها الصغيرة ورائها، "صحيح أننا نوفر لها كل ما نستطيع، ولكن ليس بالقدر الذي كان يمنحه اياه والدها نظراً لظروفنا الصعبة فقد كان شقيقي ايسرنا حالاً، بالاضافة الى أن كنوز العالم لا يمكنها تعويض اي طفل عن فقدان والديه".
براءة سكينة
يقع منزل الطفلة "س.ج" 5 سنوات، في حي شرق العاصمة صنعاء، والتي ذهب والدها "في آخر ليلة من رمضان المنصرم الى جبهة نهم ليلقى حتفه هناك على الفور، تاركاً تلك الطفلة الملاك تقاسي الأهوال عند جدها لأن والدتها تطلقت وهي ما تزال في عامها الأول، وهناك تسمع الجيران وهم يتحدثون عن الضرب المبرح الذي تتعرض له من قبل جدها وأعمامها سواء في وجود ابوها أو بعد مقتله، حتى صارت أقرب الى شبح طفلة.
هناك سمعنا من سكينة كلاماً كثيراً لم نفهم معناه نظراً لصغر سنها، باستثناء عبارة واحدة قالتها وهي "ابي راح الجبهة ورجعوه لي حارق".
المصدر :الصحوة نت
ليست هناك تعليقات