المشاريع والبنادق الشاردة عن الدولة والجيش
المشاريع والبنادق الشاردة عن الدولة والجيش
أشد ما يتهدد ولاية الفقيه إحصان المجتمعات بدولة وقوانين ومؤسسات..هكذا يقول مؤلف كتاب "دولة حزب الله" الدكتور وضاح شرارة.
حديثه يشير إلى أن إيران تتبنى ما يسمى ب"استراتيجية الفوضى والصراعات المفتوحة في المنطقة العربية" وأنه لا مانع لديها من دعم المشاريع الشاردة بما يمزق المجتمعات ويعيد ترتيب القوى على الأرض.
مجتمع السلم والاستقرار لا يناسب ملالي طهران وأدواتهم الذين يجهدون لصناعة "مجتمع الحرب".
إيران تحارب لأجل الحرب لا السلام، تؤسس لصراعات دامية طويلة المدى، وتصنع مجتمعات من خوف وأحقاد وتوحش..وانظروا للعراق التي أمضت 16 عاما وهي في عهدة الموت والخراب.
ما يقلق طهران ليس الحرب بل الاستقرار والتفاف المجتمعات حول مشروع الدولة..يقول الدكتور شرارة: لم يصرف حزب الله ومن ورائه إيران جهدهم إلى عمليات ضد الإسرائيليين في الأشهر الأولى التي أعقبت صيف 1982م، فمصدر الخطر الأول عليهم ليس إسرائيل، كان المصدر الذي يتهددهم هو استقرار الدولة اللبنانية.
ويؤكد أن "الخمينيين يوجسون خوفا من أقل تقارب يلوح في الأفق البعيد بين أحزاب وطوائف لبنانية، ولا ينفكون يدعون إلى القتال وتخطي الخطوط الحمر في كل الظروف والأوقات، فأشد ما يتهدد ولاية الفقيه إحصان المجتمعات بدولة وقوانين ومؤسسات".
التفاف القوى الوطنية في المنطقة حول الدول ومؤسساتها وجيوشها وقوات أمنها، هو ما يفزع نظام خامنئي فعلا.
ستنتصر اليمن بتوحد أبنائها، وإذا ما فهموا أن عليهم حماية أنفسهم من خطورة التشرذم قبل خطر الحوثي.
سننتصر جميعا إذا ما عرفنا أن كل مشروع شارد عن المشروع الوطني هو صيد سهل للشرذمة الإمامية وإيران، وأن كل بندقية شاردة قد تضل طريقها إلى أيدي الحوثيين ومخازن أسلحتهم.
فتجربة 5 أعوام من الحرب تؤكد أن المقاومة الشاردة عن الدولة تبدأ بمحاربة الحوثي ثم ينتهي بها الأمر للتخادم معه، كما هو الحال مع المجلس الانتقالي.
تحارب لزمن ثم تضل طريقها وتنقلب على الدولة، ويتفاجأ الداخل والخارج بأن انقلاب عدن بات حليفا لانقلاب صنعاء.
وكأنما كل مشروع شارد عن الدولة يخرج ابتداء لمقاومة الحوثي سيعود إليه لاحقا، وكل طريق لا يمر عبر دروب الدولة والمشروع الوطني ينتهي بالضرورة عند مكتب خامنئي.
من الطبيعي حدوث ذلك كله، فكل مشروع لا يخدم الدولة اليمنية ولا يسعى لاستعادتها هو بالضرورة يقدم خدمة مجانية للحوثي وإن كان أصحابه يعلنون أنهم يقاومون الحوثي ويحاربونه بالفعل.
المصدر :الصحوة نت
ليست هناك تعليقات