جهود إغاثية ترسم الابتسامة في مخيمات النازحين مع قدوم عيد الأضحى
جهود إغاثية ترسم الابتسامة في مخيمات النازحين مع قدوم عيد الأضحى
"معانا ثياب، معانا ثياب".. بهذه الكلمات البريئة صاح أحد أطفال المخيم للنازحين بين أصحابه يبشرهم أنهم سيتسلمون ثياباً للعيد.
تجمع أطفال المخيم حول فريق "ائتلاف الخير للإغاثة" يسألونهم بلهفة "ويش ذا"؟ عندما عرفوا أنهم سيتسلمون كسوة العيد تسابقوا بأقدام حافية إلى خيامهم لإحضار بطائق أسرهم.
عندما وصلت سيارة فريق الائتلاف كان معظم الرجال يرحبون بهم، تبين بعد ذلك أن الائتلاف نفذ مشاريع عديدة في المخيم منذ أن كانوا في منطقة "الخانق" قبل أن ينزحوا منه بعد استهداف مليشيا الحوثي للمخيم بالقذائف والصواريخ.
في المدخل الشمالي لمدنية مارب، وعلى سفح مرتفعات صغيرة يمتد مخيم "السويداء" للنازحين، المخيم المستجد منذ نصف عام، يفتقد لأبسط الخدمات الأساسية يظهر البؤس على وجوه النازحين ومظهرهم.
عشرات الخيم تتوزع على مساحة المخيم الممتدة لأكثر من كيلومتر، موقع المخيم حددته السلطات المحلية بالمحافظة، حرصا منها على سلامة النازحين من مخاطر السيول خلال موسم الصيف وتداهم المدينة بعنف، المخيم قُسّم إلى سبعة مربعات، لكل مربع مندوب يتابع المساعدات ويهتم بالتوزيع ويتعاون مع فريق ائتلاف الخير لتيسير مهمتهم.
توزيع الكسوة للأيتام والنازحين يأتي ضمن مشروع "فرحتهم أمل" بتمويل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ويستهدف 10 محافظات هي عدن حضرموت، تعز، لحج، الضالع ، الحديدة، أبين، شبوة، المهرة ، مارب.
ويستفيد من المشروع نحو 85 ألف طفل وينفذه ائتلاف الخير للإغاثة، بعشرين فريقا ميدانيا يضم نحو 400 عضوا في المحافظات العشر سالفة الذكر.
بحسب مسؤول التوزيع في فريق ائتلاف الخير بمحافظة مارب، عبدالله ناصر، فإن المشروع يستهدف 1620 طفلا من أبناء مخيم السويداء فقط.
يضيف عبدالله أن الحقيبة تحتوي على ثلاث بدلات للأطفال ما دون ال12 سنة، مقدمة من مركز الملك سلمان وبالتعاون مع الوحدة التنفيذية للنازحين بالمحافظة.
يؤكد عبدالله أن للائتلاف أربع فرق ميدانية تقوم بالتوزيع في ذات الوقت في مخيمات أخرى بالمحافظة منها آل شليف والجفينة وبقية المخيمات، مشيرا إلى ان الفريق وضع في الحسبان تنوع الكسوة للأولاد والبنات، وكذلك المقاسات التي تتناسب مع أعمارهم وتوفير مقاسات مناسبة للأطفال الذين يريدون تبديل ملابسهم بمقاسات تناسبهم لتكتمل فرحتهم حسب قوله.
فدوى وشقيقتيها وفاء، وغالية، واقفات في الطابور ينتظرن دورهن للاستلام، كن حفاة، كما هو حال معظم أطفال المخيم، تسلمت فدوى وشقيقتيها الحقيبة الخاصة بهن وغادرن الخيمة القريبة من مكان التوزيع والفرحة ترتسم في محياهن.
زيد.. نازح من محافظة عمران، أب لطفلتين، نزوح مع زوجته إلى مخيم السويداء، وهذا هو النزوح الثاني بعد أن نزح إلى مخيم الخانق قبل نحو ثلاث سنوات، كما هو حال معظم النازحين في المخيم.
يقول زيد، إن مثل هذه المشاريع توفر الكثير للنازحين خاصة في مثل هذه الظروف الصعبة وغلاء الأسعار، مضيفا "بصراحة مركز سلمان يقدم لنا كثير من الخدمات من الخيام والملابس وغيرها من الخدمات.
تنقل الفريق بين مربعات المخيم، كانت السيارة تمشي ببطء بسبب وعورة المكان، يتجمع عدد من النازحين حول الفريق، الأطفال كانوا هم الأكثر حضورا وصخبا، ونسوة يتخفين من جوار الخيام، ينتظرن أطفالهن.
من بين الخيام، ظهر ناصر (12 عاما)، يمشي على عكازتين، بساقين نحيلتين وصل ناصر بصعوبة إلى مكان الفريق، ليستلم حصته من الملابس.
يقول ناصر، إنه أصيب بمرض في الأعصاب منذ صغره أفقده القدرة على المشي، قد يتطلب علاج ناصر واسعافه الكثير من المال والجهد، وحالة اسرته المادية لا تقدر على ذلك.
سارع أحد أعضاء الفريق لأخذ بطاقة ناصر، وأقعده في الظل، وأحضر له حقيبته دون عناء.
غادر ناصر المكان، لكن نسوة في خيمة مجاورة استوقفنه ليلقين نظرة على الملابس التي حصل عليها، جلس وبجواره عكازته التي لا تفارقه.
يقول نازحون إنهم اعتادوا على خدمات مركز الملك سلمان في جوانب عدة، ينفذ معظم تلك المشاريع ائتلاف الخير للإغاثة، كان ذلك واضحا من تعامل النازحين مع أعضاء الفريق ومناداتهم بأسمائهم والتعامل معهم والسؤال عن حالهم.
بدت العلاقة بين النازحين والفريق وطيدة وصداقة تمتد لسنوات، علاقة وثقتها إنسانية الفريق وسخاء ورعاية مركز الملك سلمان، علاقة نمت في الشدائد، فيهرع الفريق لتوفير احتياجات النازحين وأطفالهم مع كل جائحة تحل بهم من ريح عاصف وسيول جارفة وليالي ذوات مسغبة وبرد وخوف ومرض.
المصدر :الصحوة نت
ليست هناك تعليقات