العلوم في أسبوع: سلالة جديدة من إنفلونزا الخنازير، وانتهاء تفشّي الإيبولا القاتل!

العلوم في أسبوع هي نشرة دورية نقدمها لكم في أراجيك. حيث أن العلوم مليئة في كلِّ يوم بالأحداث والاكتشافات العلمية الجديدة التي تجعلنا نشعر بعظمة التقدّم المعرفي الذي وصلنا إليه نحن البشر.

ماذا بجعبتنا في نشرة العلوم في أسبوع هذه المرة؟

في نشرة العلوم في أسبوع نتطرّق كالعادة إلى أبرز مُجريات ما يحدث في العلوم حول العالم، بالإضافة إلى الأحداث الاجتماعية والسياسية ذات الصِلة بالعلوم. بدايةً من ظهور سلالة جديدة من إنفلونزا الخنازير في الصين، مرورًا بعودة حيوان البنجول مرّة أخرى إلى جنوب أفريقيا، وانتهاءً بوقف تفشّي فيروس إيبولا القاتل.

سلالة جديدة من إنفلونزا الخنازير في الصين

للأسف هذا أكثر أخبار نشرة العلوم في أسبوع حزنًا.

اكتشف العلماء الذين يقومون بالمراقبة الروتينية لسلالات الإنفلونزا في الصين بأنّ هناك خنازيرًا مصابة على نطاق واسع بفيروس يمكن أنْ يتحوّل -ربما- إلى جائحة إذا لم يتم تَداركه من قِبل السلطات الصحية -للحدّ من انتشاره- سريعًا.

السلالة الجديدة من هذا الفيروس والمُسمّاة G4، هي مزيج وراثي من ثلاث سلالات من بينها فيروس H1N1. والذي تسبّب في جائحة عام 2009. مما يوحي بأنَّ هذا الفيروس الجديد قد يكون قادرًا على التكيّف، ونقل العدوى بين الأشخاص.

كما أظهرت اختبارات الأجسام المضادة بأنَّ 4.4٪ من الأشخاص في الصين الذين تم مسحهم تعرّضوا لتلك السلاسة، وأُصيبت 10 مقاطعات صينية بها. في الوقت الحالي لا يُعتبر الفيروس خطيرًا، لكن العلماء يُحذّرون من حدوث طفرات جديدة عليه قد تجعله أشدَّ فتكًا. ونظرًا لعدم القدرة على التنبؤ بفيروسات الإنفلونزا، يُشدّد العلماء على تطوير لقاحٍ عاجلٍ لهذا الفيروس الجديد.

الديمقراطيون الأمريكيون يُقدّمون خطّة مناخية طموحة

هذه الخطّة المناخية ربما ستزيد من رصيد الديمقراطيين في حملة الانتخابات الأمريكية. وربما هذا واحد من أهم الأخبار في نشرة العلوم في أسبوع هذه المرة.

أصدرت لجنة حكومية أمريكية بقيادة الديمقراطيين -مُكلّفة بوضع خطّة تفصيلية للمناخ- توصياتها أخيرًا. أحد الأهداف العامة للتقرير هو الوصول لصفر صافي انبعاثات ثاني أُكسيد الكربون في الولايات المتحدة الأمريكية قبل حلول عام 2050.

للتحوّل الشامل نحو الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة، قدّم التقرير 12 ركيزة أساسية من بينها الإستثمار في صناعات التكنولوجيا الخضراء، وتعزيز الدعم لأبحاث علوم المناخ.

اقرأ أيضًا: قصص مصورة لستيفن هوكينج بسّط فيها العلوم وفكرة الكون

تقول الباحثة -في سياسة الطاقة- ليا ستوكسو، والتي تَفضّلت بنشر أكثر من 500 صفحة من تقرير اللجنة في سلسلة رسائل على حسابها في تويتر:

إنني أشعر بالتشجيع لرؤية التفاصيل التي طرحتها اللجنة.

يعود مقدار الخطّة التي سيتم تنفيذها من قِبل الحكومة الأمريكية إلى إعلان نتيجة الانتخابات الأمريكية المقرّرة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني لهذا العام.

كيف غيّرت الكاميرات الرقمية من حياتنا

لا يجب أن تخلو نشرة العلوم في أسبوع من سحر ميكانيكا العيون: الكاميرات!

من المتوقّع أنْ يلتقط إجمالي البشرية أكثر من 1.4 تريليون صورة في عام 2020 -رقم هائل بالطبع!- والغالبية العظمى من هذه الصور ستكون عبر الهواتف المحمولة. لقد قطعت هذه التقنية شوطًا طويلًا منذ عام 1974. الأمر بدأ عندما قام مهندس شاب يُدعى ستيفن ساسون باختراع أول نموذج لكاميرا رقمية بحجم 100×100 بيكسل تُسجّل الصور على شريط كاسيت.

أصبحت الصور الرقمية بالغة الأهمية لعمل العلماء والرؤية الحاسوبية، لدرجة أنَّ البعض منهم بدَأ يتساءل عمّا إذا كان يجب الحصول على تدريب رسمي في التصوير الرقمي.

يقول المؤرّخ أليسون مارش:

اليوم لا يكتفي الأشخاص بمشاهدة التاريخ وحسب؛ بل يُسجّلونه ويُشاركونه في نفس اللحظة.

القمر الكمومي الصيني يُحقّق آفاقًا جديدة في تكنولوجيا التشفير

أول إنجاز تقني للأقمار الاصطناعية الكمومية، والصين سبّاقة في هذا المجال.

حقّق القمر الاصطناعي الصيني Micius الرائد في مجال التقنية الكمومية آفاقًا جديدة، من خلال استخدام تقنية مفتاح تشفير غير قابل للكسر، ومقاوم للتنصّت فوق أكثر من 1,000 كيلومتر من سطح الأرض. أنجزت المركبة الفضائية هذا التشفير عن طريق إشعاع الفوتونات المتشابكة إلى محطّتين أرضيتين منفصلتين في وقتٍ واحد.

وبما أن نشرة العلوم في أسبوع يجب أن تكون تفصيلية، إليكم الشرح.

تُسمّى هذه التقنية بتوزيع المفاتيح الكمية QKD، ولتكون ذات فائدة عملية ستحتاج الأقمار الاصطناعية الكمومية في المستقبل إلى التحليق أعلى فوق الكرة الأرضية وتوزيع مفاتيح التشفير بمعدل أسرع بكثير من القمر الصيني. لكن تقول باحثة الحوسبة الكمومية إيليني ديامنتي أنَّ إنجاز هذا القمر الاصطناعي هو:

عرض QKD الأكثر تقدّمًا حتى الآن.

البنجول يعود مرّة أُخرى إلى جنوب أفريقيا

عودة عاطفية بالطبع لمُحبّي هذا الحيوان في جنوب أفريقيا، نشرة العلوم في أسبوع ليست جافة كما تعتقدون.

أعادت هيئة حماية الحياة البريّة في جنوب إفريقيا آكل النمل الحُرشفيّ إلى مقاطعة كوازولو ناتال، وذلك بعد أكثر من 30 عامًا من انقراضه في تلك المنطقة. يُعتبر آكل النمل الحُرشفيّ أو بمسمّاه الشائع (البنجول) من أكثر الحيوانات البريّة انتشارًا في العالم. وفي وقتٍ مبكّر من جائحة كوفيد-19 اقترح بعض العلماء أنّه قد يكون عائل وسيط للفيروس، لكن تمَّ استبعاد هذه الفرضية إلى حدٍ كبيرٍ.

اقرأ أيضًا: زراعة الوجه بين مطرقة إنقاذ الحياة وسندان أخلاقيات المجتمع

على مدى السنوات العشر الماضية، كان فريق عمل البنجول الأفريقي يعمل على إعادة تأهيل هذه الحيوانات المهدّدة بالانقراض بسبب عملية الإتجار غير قانونية والمُفرطة خصوصًا في الصين. في العام الماضي أدخلوا المجموعة الأولى من البنجول إلى محمية كوازولو ناتال، ويقول مدير المحمية سيمون نايلور:

اثنين من السبعة الذين تمت إعادتهم توفيّا منذ ذلك الحين، لكن الخمسة الآخرين في حالة جيّدة.

الهند تُواجه مخاوف الحجم الحقيقي لجائحة كوفيد-19 في البلاد

كالعادة فيروس كوفيد-19 له نصيب في كل سلسلة نشرة أخبار العلوم في أسبوع يا رفاق.

قال عالم الأوبئة الهندي جايابراكاش مولييل -والذي كان يُقدّم المشورة الصحّية للحكومة الهندية حول جائحة كوفيد-19- إنَّ الإصابات بالفيروس تتزايد بسرعة كبيرة في البلاد، وأيضًا إن معدل الوفيّات المنخفض قد يكون مُضلّلًا.

يقول مولييل:

مع تعداد سكاني يبلغ 1.3 مليار نسمة، ما هي نسبة الأشخاص الذين يمكنهم إجراء الاختبارات الصحّية للتأكّد من سلامتهم؟ بالتأكيد منخفضة للغاية.

الأطباء يقومون بالإبلاغ عن حالات الحُمّى والطفح الجلدي بين الأطفال

كشفت دراستان عن متلازمة الالتهاب متعدّد الأنظمة MIS-C وهي إحدى الآثار الجانبية الخطيرة لفيروس كوفيد-19 الذي يُصيب الأطفال، وشبيهة بحالة مرض كاواساكي والتي تُصيب الأطفال أيضًا. أشارت الدراستان إلى وفاة 6 من أصل 300 طفل مُصاب بهذه المتلازمة.

من خلال هذه الإحصائية فإنَّ الأطفال بشكلٍ عام أقل عُرضة للإصابة بكوفيد-19 مقارنةً مع البالغين، ويعانون من أعراض أكثر اعتدالًا في حال تمّت إصابتهم بالفيروس. لكن الباحثين أوصوا بأنْ يبحث مقدّمو الرعاية عن الحُمّى والطفح الجلدي بين الأطفال الذين أصيبوا مؤخرًا بكوفيد-19، أو الذين يعيشون في مناطق التفشي.

أداة كريسبر لتحرير الجينات تُسبّب الفوضى في الأجنّة البشرية

خبر غير سار لمُحبي هذه التقنية في نشرة العلوم في أسبوع للأسف.

كشفت ثلاثة تجارب تَستخدم أداة تحرير الجينات CRISPR–Cas9 في تعديل الأجنّة البشرية، كيف يمكن لهذه التقنية إجراء تغييرات كبيرة غير مرغوب فيها على الجينوم البشري في الموقع المستهدف أو بالقرب منه.

من المُرجّح أنْ تُثير هذه التجارب مخاوف السلامة والجدل حول ما إذا كان ينبغي للعلماء تحرير الأجنّة البشرية للوقاية من الأمراض الوراثية، لأنها ستخلق تغييرًا دائمًا في الجينوم ويمكن تمريره للأجيال القادمة.

الطائرات المُسيّرة تتعلّم ذاتيًا الحركات البهلوانية الجوية

الآن، أصبح لدى الطائرات -بدون طيار أو الـQuadcopter– إمكانية أداء أكثر الحركات البهلوانية تعقيدًا؛ حيث سمح علماء الحاسوب لخوارزمية تعتمد على الشبكة العصبية بتعلّم هذه المناورات في جهاز محاكاة الطيران.

وبعد ساعاتٍ قليلة من التدريب كان الطيّارون الافتراضيون على استعداد جيّد للقيام بالمناورات مثلما موضّح في مقطع الفيديو المرفق أعلاه. تلك المناورات مثّلت تحديًا كبيرًا في السابق حتى بالنسبة لمشغّلي هذه الطائرات من ذوي الخبرة العالية.

انتهاء تفشّي فيروس إيبولا القاتل

نُنهي النشرة بهذا الخبر الذي ربما هو أكثر أخبار نشرة العلوم في أسبوع سعادةً.

بصورة رسمية انتهى تفشّي فيروس إيبولا في شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقد كان الفيروس مرابضًا في هذه المنطقة منذ عودته مرة أخرى عام 2018، أصاب خلاله تلك المدة ما لا يقل عن 3,470 شخص وقتل 66٪ منهم.

تمَّ نشر لِقاح جديد للفيروس على نطاق واسع في المنطقة ولم يُصاب أكثر من 80٪ من بين 300 ألف شخص تم تطعيمهم باللقاح الجديد. بينما الذين أُصيبوا بفيروس إيبولا بعد التطعيم ظهرت عليهم حالات أخف. هذا الخبر السار سيُخفّف كثيرًا من الانتشار الجديد لوباء الإيبولا في شمال غرب البلاد هذه المرّة.

هذه كانت جميع أخبار نشرة العلوم في أسبوع لهذه المرة، ونلقاكم في نشرة شيّقة بالأسبوع المُقبل.

العلوم في أسبوع: سلالة جديدة من إنفلونزا الخنازير، وانتهاء تفشّي الإيبولا القاتل! بواسطة أراجيك - نثري المحتوى العربي

المصدر : اراجيك