أحدث الاخبار

رحلتي من التخرج إلى انهاء الماجستير

رحلتي من التخرج إلى انهاء الماجستير



دراسة الماجستير

تخرجت عام 2013 تحديدًا شهر يونيو من قسم إدارة الأعمال كلية تجارة جامعة طنطا. وضعت هدفي أمام عينيِّ سأكمل دراسات عليا. لا للتفوق أو رغبة في مزيد من الشهادات لكنني أحببتُ مجالي وقدرتُ مدى أهميته ولأنني أحب الكتابة منذ الصغر. ولإيماني بأن إدارة الأعمال ليس علمًا فقط بل علمٌ وفنٌ لجعلنا وجعل حياتنا أفضل. أتخذتُ عهدًا أن تكن نيتي مزيد من التعلم والفهم وربما الاضافة إن أراد الله لي. مستعينة بقول “ويرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات”.

لذلك أول خطوة اسأل نفسك: لماذا استكملت دراستك؟ كان بإمكانك التوقف عند التخرج. إن كانت إجابتك: من باب الوجاهة الاجتماعية أو من باب خلق قيمة للذات. فأنصحك بالتراجع. وإن كنت من أصحاب النَفس القصير فأنصحك بالتراجع. وإن كنت ممن يصابون بالاحباط سريعًا فتراجع. الأفضل لك أن تدخل مجال البحث مُحبًا لما تفعله. حتى لا تتراجع في المنتصف.

في سبتمبر من نفس العام -بعد ثلاثة شهور من التخرج- بدأت مرحلة تمهيدي الماجستير التي عرفت أنها مرحلة كأي مرحلة دراسية لكنها تتسم بالتعلم فعلًا. فإن كنت طالب دراسات عليا أو ما يسمى بباحث فعليك القراءة والاطلاع والبحث بنفسك؛ كي تصل إلى المعلومة التي يريدها منك دكتور أو أستاذ المادة.

يختلف التمهيدي من جامعة لجامعة. هناك جامعات تجعله عامًا واحدًا وهناك جامعات تجعله عامين. جامعتي جعلته عامين.

عامين من القراءة والاطلاع والترجمة لكل ما تطوله اليد من مراجع أجنبية؛ كي تصل إلى معلومات حديثة لم تُقتل بحثًا كما قال أستاذنا الفاضل الدكتور عبد المنعم جنيد رحمة الله عليه. الذي طلب مننا مائة مرجع في البداية.

لا تنزعج. جعلنا نبحث عن أسماء مراجع في مادته كي نتعلم أول درس كيفية البحث والتنقيب على المعلومة وكيفية كتابة المرجع وكيفية تبويب وتصنيف المراجع. ظننته عملًا شاقًا حتى عرفت أنه أسهل شيء بعد ذلك. كل الفكرة في الممارسة كأي نشاط.

متطلبات مرحلة تمهيدي الماجستير

في مرحلة التمهيدي أنت مُطالب فقط بالنجاح في المواد التي تدرس لك. أو بالأحرى النجاح فيما تجمع من مواد علمية. فأنت تجمع منهجك بنفسك تحت اشراف أساتذتك.

  • عليك الاجتياز فقط. تتعلم في هذه المرحلة البحث والقراءة والترجمة وتحرير المحتوى بعد الترجمة ثم عمل منهج لنفسك.
  • الأمر سلاح ذو حدين. قد يظن البعض الأمر بسيطًا أنك تأتي بالمعلومة. فتتخيل أنك ستأتي بالمراجع السهلة وتترك المُعقدة لا.  ليس كذلك؛ لأن أساتذتك يقرأون ما تأتي به مرة بلغته الأصلية ومرة بعد ترجمتك.

نصائح اجتياز المرحلة التمهيدية بسهولة

  • تعلم العمل مع دفعتك كفريق عمل.
  • قسموا المواد وترجمة المراجع عليكم. الأمر فارق ومهم ويُسهل الكثير. فكر فيها.
  • اجعل لكل مادة ملخصًا نهائيًا في نهاية العام لا يتعدى العشر صفحات. فيهم ما تعلمته من المادة في نقاط. ليس مطلوبًا منك أن تحفظ الكثير بقدر ما تفهم الكثير.

صعوبات المرحلة التمهيدية

صعوبات المرحلة التمهيدية تكمن في تعلم كيفية البحث من الأساس للوصول إلى معلومة مفيدة. الصبر على البحث والقراءة حتى الوصول للمعلومة المنشودة التي ستترجمها في النهاية أو حتى تفهمها بنفس اللغة. وتضعها في رأسك.

  • استعن بموقع بنك المعرفة ذلك الكنز الذي قامت بانشائه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي https://www.ekb.eg/ar/resources?sourcesLang=en
  • ستجد عليه ما يقرب من أربعين موسوعة من كل بلاد العالم لأشهر الجامعات كهرفارد، كامبردج، أكسفورد وغيرهم. كل باحث له حساب على هذا الموقع. توجه إلى كليتك واسأل عن حسابك.
  • فقط ضغطة زر وتحمل مجانيا ملايين الرسائل العلمية والدراسات الحديثة الهامة التي تدفعك دفعًا للتعلم والفهم ومعرفة ما توصلوا إليه بالخارج كي تعرف ما يلزمك.

ماجستير

مرحلة ثانية من الاجتهاد

اجتزت العام أو العامين في المرحلة التمهيدية بنجاح على حسب جامعتك. تهانينا. أنت الآن متروك أكثر من الأول لبحثك واجتهادك.

نعم. أنت متروك للتفكير في موضوع رسالتك. هذه المرحلة نقسمها إلى مرحلتين جزئيتين:

  • أولهما: مرحلة الاتيان بالموضوع وعرضه على المشرفين الذين ستختارهم. إن نال إعجابهم ستبدأ بتدوين خطة بحثك. وذلك تمهيدٌ للسيمنار.
  • ثانيهما: السيمنار مناقشة صغرى تتم في الأصل لعرض الموضوع على كافة أساتذة القسم مع مشرفينك؛ لقبول الموضوع أو رفضه.
  • إن تم قبوله يُسجل رسميًا باسمك في الجامعة ثم تبدأ الكتابة فيه.

صعوبة تلك المرحلة في التفكير في موضوع. الموضوعات كثيرة وموجودة في كل مكان. ولعصر التكنولوجيا دور فعال في تسهيل البحث. بضغطة زر أنت أمام مكتبات وموسوعات من كل دول العالم لكن ما الفكرة التي ستجعلك تتحمس وتكون رهنًا لها لسنوات قادمة لا في الكتابة فقط بل في التطبيق العملي أيضًا؟

  • عليك بمزيد من القراءة والاطلاع حتى تجذبك فكرة أو تلهمك سطور أحدهم بموضوع.
  • الموضوعات لا تؤخذ من المراجع وتوضع في الرسائل بل الموضوعات تُقرأ ويتم التفكير فيها ومناقشتها ونقدها من كل الزوايا حتى تتعلم الاتيان بجديد.
  • اصنع توليفتك الخاصة من كل ما تقرأ.
  • لا تقلد إلا الأطر العامة الشكلية المتفق عليها كأسس ومنهجية للبحث العلمي أما المحتوى فاصنع محتواك باجتهادك وبحثك.
  • لا تيأس إن لم يتحمس مشرفك لموضوعك. لا تتسرع وتذكر أنك تتعلم وهناك من يفهم أكثر ويعلم أكثر.
  • تواضع دائمًا عند طرح الآراء. العلم سلسلة طويلة حلقاتها مترابطة لا انفصال بينها. عليك الاطلاع على كل ما سبقك العلماء والباحثين في كتابته أو أغلبه -لأن الكل مستحيل- حتى تضيف حلقتك الخاصة.
  • عن نفسي اخترت سبعة موضوعات كاملة وكنت كلما أعرض واحدًا منها ينال القبول في البداية وما إن أبدأ العمل حتى أتعسر ونكتشف جميعًا أنا والمشرفون أن هذا الموضوع لا يصلح للتطبيق العملي وهكذا.

لحظات يأس لا تجعلها تُعيقك عن المضي

تخيل معي سنتين كاملتين من البحث عن موضوع والكتابة بالفعل ثم القاء كل هذا جانبا في الأخر والبدء من جديد. -ناهيك عن أعوام التمهيدي- تلك نقرة أخرى سلطنا عليها الضوء سابقًا. لكن في لحظة تعب وانهاك قررت ألا أكمل.

  • انتبه هذه لحظات ستأتي عليك وستحدثك نفسك: ما جدوى ما تفعل؟ علام كل هذا التعب؟ تراجع! كفاك تعب فارغ!
  • في الحقيقة هذه حيل دفاعية من عقلك الباطن؛ ليجنبك التعب والاجتهاد. اسمع لصوت أخر داخلك. سأكمل طريقًا قطعت شوطًا عظيمًا فيه. وللحظة النهاية أثر جميل في النفس لن يُنسى.
  • تعلم ألا ترمي سطرًا كتبته ذات يوم سينفعك عاجلا أم آجلا. كل الدراسات والرسائل والمراجع والاجتهادات ومراجعتك عنها ستفيدك حتى لو لم تكن متعلقة برسالتك.
  • إن أتممت كتابة خطة البحث أو ما يسمى ب proposal سيخضع لمناقشة صغرى تسمى السيمنار.

صورة ماجستير

نصائح لعمل سيمنار ناجح

في السيمنار أمامك كل أساتذتك وزملائك ستقدم عرضًا لخطة بحثك انتبه لما يلي:

  • عليك بالهدوء والثبات وانتقاء أقل وأبسط العبارات المباشرة لايصال فكرتك بايجاز في دقائق.
  • اترك المناقشة تدور حول الموضوع. أهميته من عدمها. هل يستحق عناء الدراسة؟ هل يصلح للتطبيق العملي على قطاع معين أو مكان ما. أي ما يسمى بأهمية الموضوع من الناحية العلمية والتطبيقية.
  • ابعد عن الجدال وركز على النقاش الهاديء لتصلوا جميعًا لنقاط علمية مشتركة.
  • اكتب كل الملحوظات التي ستقال لك.
  • تعلم الانصات جيدًا أكثر مما تتكلم.
  • لا تدافع ولا تبرر. دع موضوعك يُدافع عنك. أنت باحث يعرض موضوعه المبني على دراسات سابقة، لم تأتِ بموضوع خارج حدود الكون.
  • بعد مناقشات بين الأساتذة جميعًا، تُقبل خطة البحث وتُسجل رسميًا باسمك في الجامعة.
  • تهانينا مرة أخرى وهذه أول خطوة حقيقية في الماجستير. كل ما يسبقها مجرد تمهيد لها حتى لو تجاوزت الأربع أو الخمس سنوات مثلًا أو ربما أكثر.

مرحلة الكتابة الفعلية للرسالة

نأتي إلى المرحلة التكميلية للمرحلة السابقة بعد قبول تسجيل خطة الرسالة تبدأ في كتابة الرسالة فعليًا. عليك مراعاة ما يلي:

  • القراءة الجيدة في هذه الفترة تُساعدك على جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن موضوعك. هذا كل ما تحتاجه لكتابة نصف الرسالة نظريًا.
  • اقرأ كثيرًا. ترجم أكثر. افهم. لخص. حرر. تناول الموضوع من زاويتك أنت.
  • في الماجستير لا يطلب منك إضافة كبيرة بل مطلوب منك عرض أغلب الدراسات التي تناولت موضوعك أو تتعلق به أو تتماس معه. وشرح وجهة نظرك فيما عرضت.
  • الماجستير يختلف عن الدكتوراة التي مطلوب منك فيها الاتيان بموضوع جديد من الألف للياء حيث الإضافة حينها تكون أكبر.

الجانب التطبيقي وما أدارك الجانب التطبيقي

 الجانب التطبيقي يستغرق شهور ربما تصل إلى سنة. هذا أهم جزء في الرسالة. عند مقابلة عينة البحث التي تخضعها لدراستك؛ لتصل إلى نتائج تدعم أو ترفض فرضيات بحثك راعي ما يلي:

  • عرف الفرد بنفسك بود ولطف شديدين حتى لا يخاف منك.
  • اشرح له محتوى استمارة بحثك وفهمه باجياز أنك تحتاج مساعدته.
  • علمه كيف يتعامل معها.
  • طمئنه أن إجاباته لن تصل إلى أي شخص سواك.
  • أخبره أنك لا تحتاج معرفة أي بيانات شخصية عنه، تحتاج فقط لصراحته وشفافيته لأنهما أساس مشروع رسالتك.
  • هذه مقابلات شخصية قدرها دقائق لمقابلة كل فرد على حدا لكنها مهمة جدًا لأنها ستبني أو ستهدم بحثك؛ فبناء عليها ستقبل أو سترفض فرضيات رسالتك.

الجزء الاحصائي وادخال البيانات

  • قم أولا بتبويب البيانات حسب البيانات الديموغرافية (السن، الوظيفة، الجنس) ثم قم بادخالها وراعي الدقة والتركيز الكامل.
  • أي كان البرامج الاحصائية التي ستستخدمها فاعلم أن كلها أوامر الكترونية. قم بإدخالها بدقة تعطيك نتائج دقيقة.
  • ركز في مخرجات البرنامج. قراءة، فهم، استيعاب حتى يتسنى لك تحليلها جيدًا والتعليق عليها؛ كي تصل لقبول أو رفض فرضياتك؛ ولتصل إلى نتائجك النهائية.

راعي ما يلي عند كتابة المراجع

  • الترتيب الأبجدي.
  • قم بعد المراجع جيدًا. ستجدهم مئات. تأكد كثيرًا من العد حتى لا تنسى أحدهم.
  • اكتب بعد كل فصل المراجع التي استعنت بها في مسودة خاصة بك ثم جمعهم في النهاية.
  • عليك بالصبر. عليك بالصُحبة الداعمة. عليك الأ تنسى أنك تقترب من تحقيق الحلم.

مناقشة ماجستير

أيام لا تنساها في رحلتك: أهمها يوم المناقشة

  • لحظة انجاز فصل كامل من رسالتك.
  • لحظة انهاء كتابة الرسالة كاملة.
  • لحظة طباعة الرسالة لأول مرة؛ كي تقرأها كاملة قبل تعديلات المشرفين.
  • يوم إجازة الرسالة وصلاحيتها للمناقشة.
  • يوم المناقشة أسعد يوم بحياتك. يوم تمتزج فيه كل مشاعرك. هذا يوم وصلت له بعد سنوات من التعب. لا تنسى عرض موضوعك بهدوء وبايجاز والاستماع جيدًا لملحوظات لجنة الاشراف والحكم.
  • لحظة إعلان منحك درجة الماجستير بتفوق.
  • لحظة طباعة الرسالة في نسختها النهائية بعد المناقشة.
  • لحظة دخولك إلى مكتبة الكلية أو مكتبة الجامعة لتجدها على الرف.
  • لحظة بحثك عنها على مواقع ومحركات البحث؛ فتجدها.
  • لحظة قراءتها من أستاذ والتعليق الجيد عليها.
  • لحظة إفادتها لزميل أو باحث يخطو خطواته الأولى تمامًا كما فعلت في البداية مستعينًا بمراجع أخرى.

ادعِ دوما أن يجعلها الله ذات نفع وقيمة. أن تكن إضافة علمية تُشرفك. وتذكر أننا جميعًا راحلون وأعمالنا باقية. وأي سطر مكتوب هو بمثابة اعتراف منك بالنجاح والاجتهاد أو الفشل والفهلوة. فأي طريق ستختار؟

رحلتي من التخرج إلى انهاء الماجستير بواسطة أراجيك - نثري المحتوى العربي



المصدر : اراجيك

ليست هناك تعليقات