لم تعد الألعاب الرقمية أدوات ترفيهية فقط بل يمكن استخدامها كعلاج لأمراض مختلفة!
لم تعد الألعاب الرقمية أدوات ترفيهية فقط بل يمكن استخدامها كعلاج لأمراض مختلفة!
لم يكن من الممكن أن يتخيل الإنسان أن يكون لألعاب الفيديو دور في علاج الحالات المرضية المختلفة، هذا ما حدث خلال السنوات الماضية بكثرة، حيث يقوم مصمّمي الألعاب في بعض الشركات بالاستعانة بأهل الاختصاص للعمل على تصميم ألعاب جديدة تهدف إلى تخفيف الحالات المرضية النفسية أو العقلية وعلاجها، وسوف نستعرض في هذا المقال مجموعة من الألعاب التي كان لها تأثير ليس بالقليل في مساعدة المرضى الذين تعرضوا لانتكاسات عاطفية كبيرة أو الذين عانوا مع الأمراض العقلية المختلفة.
Bound
ينصح بهذه اللعبة من مروا بصدمات نفسية عنيفة، وقاسوا مرارة الخذلان وتعرضوا لمشكلات اجتماعية صعبة، ما يميز اللعبة هو الرسوم الرائعة والألوان الخلابة والموسيقى الكلاسيكية التي تأخذك لعالم آخر، وما يميزها ايضاً شخصية اللعبة التي تتحرك كراقصي الباليه.
تركز قصة اللعبة على حوادث الطلاق المؤلمة والتي تترك كلا الشريكين أو أحدهما في حالة صدمة نفسية وعاطفية يرثى لها، وما يتبع ذلك من أثر سلبي على الأطفال، تدور أحداث القصة في مخيلة أم حامل تعود بالذاكرة لطفولتها المؤلمة لتستذكر ألم علاقة والدها الأمير (الذي تتحكم به أمه) بوالدتها الأميرة وتسير كامل القصة في طوق من الاستعارة والتشبيه.
ومغزى اللعبة في باطنها هو تسليط الضوء على الحالة الاجتماعية للأسرة قبل الطلاق والشجار المستمر بين الآباء واستماع الأطفال لتلك الحوارات المؤذية بينهما وما لها من أثر على تكوين الطفل النفسي، ولا تتردّد اللعبة في إظهار الطابع الأناني لكلا الوالدين، وتارة ما توجه أصابع الملامة والنقد للوالدين، وتظهر تارة أخرى خوفهما على الأطفال من الطلاق، ويظهر مؤلف اللعبة الأسباب التي لا مفر منها لحدوث الطلاق. ويعترف أنه قد يكون -رغم قبحه- أمراً لا مفر منه، وتتوفر اللعبة على أجهزة PlayStation 4 فقط ويمكنك تجربة اللعبة من هنا.
اقرأ أيضًا: كيف تخسر الملايين بسبب وسائل التواصل الاجتماعي؟
Depression Quest
واضح من اسم اللعبة أنها موجهة لعلاج حالات الاكتئاب، وهي لعبة استبيان على شكل سؤال وجواب، تأخذ المستخدم من حالة إلى حالة وفقاً للأجوبة، وتجعله يعيش في جو من المغامرة يتطلب منه أن يحافظ على الأصدقاء والعمل والدائرة الاجتماعية المحيطة.
تحتوي القصة أكثر من 40 ألف كلمة، والخيارات والنهايات فيها كثيرة، وتُعرض النصوص فيها بطريقة رائعة كالصور، وعلى الرغم من إتاحة بعض الخيارات والقرارات الصائبة خلال اللعبة، إلا أن اللعبة لا تتيح لك اختيارها، والهدف من هذا الأمر هو تطوير التعامل مع حالة الاكتئاب وتعليم اللاعب إيجاد الحلول والبدائل الملائمة ولو في وقت لاحق، والصبر على الأوضاع الراهنة.
وتعرض اللعبة -وفقاً للإجابات التي يقدمها المستخدم- مؤشراً على درجة الاكتئاب الحالية، وتبين فيما إذا كان اللاعب يمر بحالة اكتئاب عادية أم بحالة متقدمة تحتاج للدواء، ويرى بعض النقاد أن اللعبة مملة، ولكنها تجربة تثقيفية جيدة عن الاكتئاب، يمكنك الاطلاع على جميع التفاصيل من هنا.
اقرأ أيضًا: كيف تساهم تقنية إنترنت الأشياء في تغيير مستقبل التجارة الإلكترونية؟
That Dragon, Cancer
من أصعب التحدّيات التي يمر بها الإنسان عندما يتعلق الأمر بالسرطان وما يتركه من أثر نفسي عميق على النفس البشرية. فما بالنا بحجم هذا الأثر إن كان المصاب هو الابن الرضيع!
صمّمت هذه اللعبة من قبل ريان Rayan وآمي غرين Green Amy اللذين أصيب ابنهما جويل بالسرطان وهو بعمر السنة، تستعرض اللعبة حياة الأسرة وما مرت به من ضغوطات مختلفة في مكافحة المرض على مدى أربع سنوات، والأمل الدائم في أن يجد الأطباء طريقة لراحة ابنهما من معاناته.
تصل اللعبة في مراحل يتطور فيها مرض الطفل مع مرور الوقت ولا يستطيع اللاعب -كما والدي الطفل- أن يقدم شيئاً، وخصوصاً في ذلك المشهد الذي يضرب فيه الأب رأسه بقضبان السلم في المشفى، عندها لا يستطيع المرء أن يهبهما سوى الدعاء الخالص والتمني بألا يمر هو بامتحان كهذا. قد لا تكون اللعبة مريحة للبعض، ولكن بلا شك شيقة وملهمة، يمكنك الاطلاع على جميع التفاصيل من الموقع الرسمي.
Pry
تعالج هذه اللعبة حالات اضطراب ما بعد الصدمة PTSD وخصوصاً عند المحاربين القدماء، وتعرض الظروف والتحديات التي يمرون بها، تروي اللعبة قصة الجندي جيمس العائد من حرب الخليج الأولى إلى بيته والذي بقي معلّقاً بين الماضي والحاضر، فلا هو قادر على المضي قدماً في الحياة ولا على التخلص من الذكريات التي لا تفارق مخيلته.
لا تسير حبكة اللعبة وأحداثها على نحو تصاعدي، وإنما تتخذ طابعاً نمطياً، غير أن ما يميّزها هو البحث الشيق عن المعلومات واسترجاع الذكريات، وهو ما يجعلك تشعر بالمعاناة التي يمر بها الجندي السابق.
تسمح لك اللعبة بالقيام بتقريب zoom، ولكن ليس بالعين المجردة، وإنما بعين العقل للرجوع إلى ومضات من الذاكرة قد تكون مجرد كلمة أو جملة أو صورة أو مقطعاً متحركاً. تلك الومضات التي غالباً ما تحركها أحداث الواقع، وتحاول جاهداً إبعادها والتركيز على الواقع الذي تعيشه، يمكنك الاطلاع على تفاصيل إضافية من هنا.
Hellblade: Senua’s Sacrifice
ربما من النادر أن نسمع حديثاً عن لعبة فيديو لمرضى الذهان إلا أن هذه اللعبة تقدم تصوراً – من وجه نظر المؤلف- لما يعانيه مريض الذهان من صعوبات، تنقلنا اللعبة إلى عالم خيالي مليء بالمغامرات، حيث نحتاج فيه إلى بعض المعلومات للاستمرار. على الرغم من تقديم اللعبة -كغيرها من الألعاب- تفصيلاً وافياً عن الأعداء وعن الأبواب المقفلة في وجهنا والأحجيات، إلا أن ما يميزها هنا هو عدم تصديق شخصية اللعبة لتلك المعلومات ووضعها تحت موضع الشك والالتباس.
تروي اللعبة قصة محاربة قديمة تدعى سانوا Senua تعاني من الذهان، فيرى اللاعب الأحداث كما تراها البطلة لا كما يراها هو. كما ستلاحظ تغير المفاهيم في اللعبة بين حين وآخر، تحارب سانوا “آلهة العالم السفلي” لاستعادة روح حبيبها المقتول (على الأقل كما تعتقد) وتعيش تلك الأحداث والحروب في ذهنها بعيداً عن الواقع، وتسمع أصواتاً تخبرها بقصص ونصائح مختلفة. إلا أنها لا تستطيع في نهاية المطاف الوثوق بإحساسها ومواجهة تلك الهلوسات.
وعلى الرغم من نجاح اللعبة على تسليط الضوء على مرض الذهان من جوانب مختلفة، إلا أن منتقدوها يرون أنها مقدَّمة من وجهة نظر شخص غير مصاب بالذهان، ومن الصعب اختبار تلك التجربة على حقيقتها ومن ثم الكتابة عنها، كما يعيبون عليها الوقت الكثير المستغرق في البحث عن الاشياء الضائعة والتي ترهق اللاعب، يمكنك الاطلاع على جميع التفاصيل من الموقع الرسمي.
Night in the woods
ستلعب في هذه اللعبة بشخصية Mae، القطة ذات ال20 عاماً والتي تركت جامعتها من غير عودة، راجعةً إلى بلدتها الصغيرة اليائسة في رحلة البحث عن الذات، لتصادفها قصص مختلفة تُروى في طوق من المغامرة.
تحاول القطة فهم أسباب الطابع الكئيب لبلدتها، وتحاول إعادة بناء علاقاتها السابقة مع الأصدقاء. وعلى الرغم من سير الأحداث البطيء، إلا أن اللعبة تكشف أسرارها في أصغر الومضات وتغوص في أمور أكثر حساسية وتعقيداً، بدءاً من رحلة البحث عن أسباب الاكتئاب إلى كثير من القصص التي تحاول ميا فك ألغازها، وتتخلل اللعبة مجموعة من الألعاب الجزئية الصغيرة والمسلية، كلعبة العزف على الغيتار حيث ينبغي عليك العزف ومجاراة الإيقاع، ولأن تلك الألعاب بسيطة فإنها لن تقطع عليك تسلسل اللعبة.
وتصادف القطة مجموعة من الشخصيات التي تعاني من مشاكل نفسية، ومنهم غريغ Gregg أحد أقدم أصدقائها الذين تثق بهم. فيبوح لها بسر معاناته مع الاضطراب النفسي ثنائي القطب، تتميز اللعبة بطابع الرسوم الكرتونية الجميلة المليئة بالألوان والموسيقى الجميلة، يمكنك زيارة الموقع الرسمي والاطلاع على جميع التفاصيل.
EndeavorRx
EndeavorRx هي أول لعبة في التاريخ تنال الإعتراف الرسمي من قبل جهة حكومية كوصفة علاجية لأحد الأمراض العقلية، بعد أبحاث استغرقت سنوات، أخيراً نالت شركة أكيلي التفاعلية اعتراف منظمة الغذاء والدواء الأمريكية FDA باعتماد لعبة إنديفور كوصفة علاجية للأطفال المصابين بفرط الحركة ونقص الانتباه والمعروف ب ADHD.
تتضمن اللعبة مجموعة من الشخصيات يمكن للطفل الاختيار بينها ومن ثم قيادة مركبة خلال طرق ملتوية، ورغم سنوات البحث إلا أن اللعبة لم تطرح حتى الآن، ويمكنك الانضمام لقائمة الانتظار من هنا.
وتتخلل اللعبة مجموعة من المهمات التنافسية التي ينبغي على الطفل إنجازها، وتعمد على شد انتباهه بين مهمة وأخرى من خلال الصور الملفتة والجوائز، وعلى الرغم من الاعتراف الرسمي باللعبة كوصفة علاجية، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن العلاج الدوائي، ويبقى الطبيب هو الذي يقيم حالة الطفل.
اقرأ أيضًا: كيف أصبحت صناعة الألعاب الإلكترونية سهلةً إلى هذا الحد؟
لم تعد الألعاب الرقمية أدوات ترفيهية فقط بل يمكن استخدامها كعلاج لأمراض مختلفة! بواسطة أراجيك - نثري المحتوى العربي
المصدر : اراجيك
ليست هناك تعليقات