أحدث الاخبار

عن خطر مقاطع الفيديو المزيفة .. وكيف نكشف التزييف العميق Deepfake؟

عن خطر مقاطع الفيديو المزيفة .. وكيف نكشف التزييف العميق Deepfake؟



Deepfake

 

أخذت الحروب اليوم منعرجًا خطيرًا إذ أنها أصبحت تجري في ساحات المعارك الرقمية مثل Facebook و Twitter بواسطة المقاطع المزيفة عبر تقنية التزييف العميق (Deepfake)، إلا أن الأسلحة المستخدمة فيها لا تقتل أشخاصًا مثلما تقتل الأسلحة النارية، وإنما هي تقتل الحقائق وتشوهها ولكنها بنفس القدر من الخطورة أو أكثر.

أثّرت الأخبار المزيفة على الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016 بشكل كبير، حيث أن قبل ثلاث سنوات حدد المنتدى الاقتصادي العالمي أن التضليل الرقمي الهائل (أي الأخبار المزيفة) عبارة عن ظاهرة خطيرة تمس الجانب التكنولوجي وكذا الجغرافي والسياسي يجب محاربتها والحد منها، ولكن أعتقد أن العالم بحاجة إلى رؤية هذا الخطر لتصديقه.

إذا كانت الأخبار المزيفة يمكن أن تسبب ضررًا بهذا الحجم، فماذا عن مقاطع الفيديو المزيفة وخاصة عندما تكون لأشخاص حقيقيين؟

ما هي المقاطع المزيفة؟

هل رأيت باراك أوباما يصف دونالد ترامب بأنه “أحمق”، أو مارك زوكربيرج يفتخر “بالسيطرة الكاملة على البيانات المسروقة من بلايين الأشخاص”، أو حتى رأيت اعتذارات جون سنو المؤثرة عن النهاية الكئيبة من Game of Thrones؟ إذا أجبت بنعم فلقد وقعت ضحية خدعة.

الجواب نجده في القرن الحادي والعشرين وتحديدًا في برنامج الفوتوشوب، حيث يستخدم المهندسون تقنية التكسير العميق وهي شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي يسمى التزييف العميق (Deepfake) لتصنيع صور للأحداث الوهمية، ومن هنا جاء اسم التعمق العميق. هل تريد سماع كلمات جديدة عند شخص سياسي، أو عند نجمك المفضل؟ لذا فقد حان الوقت للتعرف على تقنية Deepfake.

هل يمكن إنشاء مقاطع فيديو مزيفة لأشخاص حقيقيين بمساعدة الذكاء الاصطناعي؟

تتيح لك التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعي القيام بأي شيء تريده تقريبًا هذه الأيام، من كتابة مقالات في الصحف إلى حجوزات المطاعم أو إنشاء مقاطع دعائية للأفلام….إلخ الاحتمالات لا حصر لها علميًا.

قبل عام 2017، لم تكن محاكاة شخص حقيقي قد تمت بعد، لكنها كانت ممكنة من الناحية التقنية والتحريك الاصطناعي. بدأت رحلة إنشاء فيديو مزيف لشخص حقيقي مع Google Duplex، وهو المساعد الافتراضي الذي يقود المحادثات بصوت بشري فكانت النتائج لا بأس بها أخذت المهندسين إلى الخطوة التالية، ألا وهي مرحلة التبديل من الصوت إلى الفيديو، حيث تم تنفيذ كل هذا التطور التكنولوجي من قبل عالم الكمبيوتر والمهندس Supasorn Suwajanakorn.

كطالب دراسات عليا ومهندس بارع، استخدم Supasorn Suwajanakorn نمذجة الذكاء الاصطناعي AI و الرسوميات ثلاثية الأبعاد 3D لإنشاء مقاطع فيديو واقعية لأشخاص حقيقيين متزامنين مع الصوت من خلال مراقبة اللقطات والصور الموجودة في Google التي يمكن لأي شخص العثور عليها، إذ طور Suwajanakorn أداة تحاكي طريقة تحدث الشخص بواقعية مخيفة.

يمكنكم مشاهدة آلية هذا المحاكي من خلال هذا الفيديو:

المصدر

اقرأ أيضاً: من التشخيص السريع إلى اكتشاف الأدوية.. كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في علاج الأمراض؟

أدوات الكشف عن المقاطع والصور المزيفة

  • إضافة Reality Defender

كما قال Suwajanakorn في خطابه، إن هذه التقنية سلاح ذو حدين فهي أداة ووسيلة يمكن استعمالها للتأثير الإيجابي لتعليم الأطفال وغير ذلك، كما يمكن استعمالها بسوء وعدوانية، فهنا تصبح أداة مشوهة ومقلقة بعدما كان أصلها وهدفها الوحيد التأثير الإيجابي والمصلحة الإنسانية.

لمكافحة إساءة استخدام أداته والحد من مشكلة وخطر Deepfake، أنشأ Suwajanakorn بالتعاون مع مؤسسة Al برنامج Reality Defender الذي صُمم لاكتشاف التلاعب المحتمل بالوسائط والإبلاغ عنه، إذ أن هذا البرنامج يشبه أداة الحماية من الفيروسات يقوم بمسح كل صورة أو مقطع فيديو مزيف يصادفه المستخدم أثناء تصفحه للإنترنت.

Deepfake

  • موقع FFMPEG

FFmpeg

يتيح موقع FFMPEG للمستخدمين تسجيل وتحويل وبث أي نوع من أنواع الصوت أو الفيديو، ويمكن للمستخدمين من خلاله أيضًا تغيير حجم الفيديو بسرعة باستخدام مرشح متعدد الأطوار أو مشاهدة الفيديو بحركة بطيئة، وكل ذلك يساعد في كشف زيف أي فيديو بتدقيق فيه.

  • موقع FotoForensics

Deepfake

يوفر هذا الموقع تحليلًا معمقًا للصور على الإنترنت، وعلى الرغم من أن FotoForensics لا يشير ببساطة إلى ما إذا كانت الصورة حقيقية أو مزيفة، إلا أنه يمكن تحديد البكسلات المخفية وتحليل مستوى الخطأ وتفاصيل البيانات الوصفية.

  • أداة InVID

InVID

InVID هو مكون إضافي متوفر على Chrome و Firefox، يمكنه تحديد الموقع الأصلي وتاريخ إنشاء وكل التفاصيل الحقيقية عن أي صورة أو مقطع فيديو.

  • تطبيق Serelay

Serelay

يمكن للمستخدمين تحميل الصور من خلال تطبيق Serelay المجاني، وهو بدوره يجري سلسلة من الاختبارات لاستنتاج ما إذا كانت الصور حقيقية أم لا، كما يوضح أي جزء من الصورة تعدل.

لا يحتفظ التطبيق بأي صور من أجل حماية خصوصية المستخدمين، لكنه يخزن بصمة رقمية لكل صورة يمكنها اكتشاف أخطاء معينة.

  • تطبيق Truepic

Truepic

يمكن للمستخدين استخدام تطبيق Truepic المجاني للتحقق من صحة الصور ومقاطع الفيديو التي يشاهدونها على الإنترنت، إذ يستخدم تقنيات حسابية لتحديد ما إذا كانت وحدات البكسل أو البيانات التعريفية تغيرت.

  • تطبيق search by image

search by image

وهذا التطبيق متاح لهواتف الأندرويد وتعتمد برمجته على محرك جوجل للبحث عن الصور، حتى يصل للصورة الأصلية التي تم إطلاقها أول مرة (إذا كانت ضمن مخازن جوجل)، كما يكشف ما تحتويه الصورة من عناصر بشرية أو أماكن، إلى جانب طرح مجموعة من الصور المشابهة بأحجام متباينة. ويمكن استخدام الميزة مباشرة من محرك بحث جوجل للصور من الحاسب أو أي هاتف آخر.

المصدر

اقرأ أيضاً: جوجل وأداة جديدة لمن يمتلك صعوبات في الكلام باستخدام الذكاء الاصطناعي

مخاطر التزييف العميق Deepfake

معظم التلاعبات العميقة المعروفة (Deepfake) التي تم إنشاؤها حتى الآن كانت لأغراض بحثية أو لتوضيح للناس ما هو ممكن من تطور الذكاء الاصطناعي وتعليمهم، هذه الأمثلة توضح أيضًا سبب وجوب نظر الأشخاص إلى مقاطع الفيديو أو أي نوع آخر من الوسائط على أنه خطير، وليس الشيء الذي تم إنشاؤه للمتعة و اللهو فقط.

   1. Deepfake يمكن أن يصبح دليلاً قانونياً

يقول بايرون جيمس وهو محامي حقوق الأسرة، أن شخصاً من الجانب المعارض لموكله استخدم برامج لتزوير تسجيل للشخص الذي يشكل تهديداً عبر الهاتف، وأثبت المحامي في نهاية المطاف أن التسجيل كان مزوراً وحذر من أن إحدى الطرق للكشف عن التزوير هي فحص التسجيل الأصلي مراراً و تكراراً.

يمكن أن يكون الفيديو المزيف الذي تم إنشاؤه لهذا الغرض أكثر تهديدًا، لأن القاضي أو غيره من المهنيين القانونيين يمكن أن يقرروا وعلى أنهم يرون شخصًا على الشاشة ويسمعونه، مما يجعل الحكم ظالم وهناك بالفعل تاريخ طويل من المشاكل التي تواجه النظام القانوني وتؤدي إلى سجن الأبرياء.

   2. Deepfake يمكن أن يضر بسمعة الشخص

كما تتأثر الشركات المتخصصة في تقديم عروض الفيديو لعملائها بزيادة عدد المزيفين في وسائل الإعلام، فهناك صراع مستمر لإظهار المحتوى بطريقة حقيقية وذات مصداقية و شفافية. على سبيل المثال في حين أن المديرين التنفيذيين يعتبرون مصادر موثوقة بشكل عام لرواية قصة العلامة التجارية، فإن المعلومات الأكثر دقة غالبًا تأتي من الموظفين اليوميين الذين يعملون في شركة ما.

أحد الأسباب التي جعلت الأخبار المزيفة تنمو بقوة في مجتمع اليوم، هو أن الناس غالباً ما يشاركون المحتوى الذي يرونه أو يقرأونه دون التحقق من دقته و صحته، وقد أظهر الناس بالفعل بنجاح كيف أنه من الممكن إنشاء مقاطع فيديو مزيفة لمسؤولين  كبار في السلطة يقولون أشياء لم يقولوها أبدًا في الحياة الحقيقية فهاذا خطير جداً!.

المصدر

هل هذا مهم؟

الكل يتوقع تغيير أو تزييف صور الأزياء وصور الشخصيات العامة على الإنترنت، لكننا لا نتوقع تزييف لقطات إخبارية وشخصيات سياسية معروفة تنجر عنها عواقب وخيمة وخطيرة، مثل التلاعب بالحقائق وتشويه المعلومات.

هل تتذكر Wag the Dog؟، الفيلم الذي اختلق فيه منتج هوليوود حربًا كاملة في ألبانيا باستخدام الفيديو والمؤثرات الصوتية لصرف انتباه وسائل الإعلام عن أزمة رئاسية.

 

 

في الماضي، مع ظهور أشكال جديدة من المعلومات والتضليل، طوّر المجتمع أجسامًا مضادة للتعامل معها وإيجاد حل لها، ولكن كما يقول Wachter:

يتغير العالم بسرعة كبيرة لدرجة أننا قد لا نتمكن هذه المرة من تطوير الأجسام المضادة وحتى لو فعلنا ذلك فقد يستغرق الأمر سنوات.

ولدينا مشكلة حقيقية الآن لمعالجتها (Deepfake). “ربما بعد عشر سنوات من الآن سننظر إلى الوراء ونتساءل كيف أخذ أي شخص هذه المشكلة على محمل الجد”، لكن للأسف لسنا هناك الآن.

اقرأ أيضاً: ما هي أبرز توجهات الذكاء الاصطناعي في عام 2020؟

 

 

عن خطر مقاطع الفيديو المزيفة .. وكيف نكشف التزييف العميق Deepfake؟ بواسطة أراجيك - نثري المحتوى العربي



المصدر : اراجيك

ليست هناك تعليقات