أحدث الاخبار

أولى الأبحاث الحقيقة للإجابة عن أصل الحياة

أولى الأبحاث الحقيقة للإجابة عن أصل الحياة



تدوينة: محمد سمير

بدأت النظريات حول أصل الحياة منذ قديم الأذل، فمثلا في سفر التكوين يروي انه ابتداء من اليوم الثالث لنشأة الكون خلق الله مبتدئا بالنباتات ثم بالأسماك فالطيور ثم الحيوانات الأرضية وأخيراً الأنسان. حتى ان الأمر يعود قبل ذلك بآلاف السنين وأثره في الخرافات التي وضعها حكماء بابل ومصر وأشور، فهم يقولون: ـ بان أثر الكواكب واشتراك بعضها مع بعض كان السبب في نشوء الأحياء على الأرض؛ وأنها نشأت بالتدريج درجة على درجة؛ وانه بتأثير الكواكب السيارة في عناصر الأرض قد تعاقبت الأحياء فيها.

 وهم يروون أيضا أن الأنسان في بدأ تكوينه كان مجرد كتلة لزجة من المادة لا شكل لها ولا صورة حتى نفث الخالق فيها الروح، ومن ثم أثرت فيها الطبيعة حتى بلغت في حدها الأخير الصورة البشرية، وقد كانت أحد أبرز هذه النظريات (خرافة) هي نظرية النشوء الذاتي/التلقائي وهي أن الحياة نشأت من الجماد فمثلا الدود من الطين والذباب من اللحم العفن والفئران من المخلفات وقد امن بها أرسطو ونيوتن ووليم هارفي وديكارت وفان هلمونت وآخرون غيرهم.

 حتي أن برهن لويس باستور علي خطا النظرية عن طريق تغيير بسيط في تجربة سبالانزاني فتجربة سبالانزاني بان غلي حساء في قنينة محكمة الغطاء بحيث لا يتسرب إليها الهواء أثناء الغليان لا يفرخ كائنات دقيقة وبالتالي لا يفسد ولكن واجهت تجربة سبالانزاني انتقادات مثل “أن غلي الحساء قد جعل الحساء و الهواء الذي فوقه غير ملائمين للحياة ” حيث أن باستور بدلا من أن تكون القنينة محكمة الغطاء فقد سحب رقبتها الزجاجية بحيث صارت ملتوية مع بقاء نهايتها مفتوحة وبذلك امكن الهواء أن يتجدد داخلها وبهذا انتهت خرافة النشوء التلقائي .

وقد كانت أولى الأبحاث الحقيقة للإجابة عن اصل الحياة كانت بداية من أبحاث وتجارب ميلر ويوري هنا قد بدا البحث الحقيقي حول اصل الحياة وهو عن طريق فرضية ومن ثم تصميم التجربة وبعدها الملاحظة ، وبعد الوصول لنتائج فإما أن تكون الفرضية صحيحة أو خاطئة وهكذا ، فكانت فكرة ميلر هي أن نحاكي الطبيعة الأولي للأرض حتي نعرف كيف تكونت أول خلية عليها ، ففرض أن الغلاف الجوي حينها كان عبارة عن الميثان والأمونيا والهيدروجين وبخار الماء وبدا بتصميم التجربة فقد بني ميلر ويوري نظاما مغلقا يتكون من قارورتين واحدة سفلية وأخري علوية متصلتين بانبوبين زجاجيين . وملا القارورة السفلية بالماء كمحاكاة للمحيطات حينها، ومن ثم قاما بحقن الماء مزيجا غازيا من الميثان والأمونيا (النشادر) والهيدروجين وبخار الماء (الغلاف الجوي).

 وبعد ذلك قام ميللر ويوري بتسخين الماء مما نتج عنه بخار دفع بقدر من المزيد الغازي عبر أحد الانبوبين إلى القارورة العلوية، وهناك تلقى الغاز دفعة قوية من الطاقة في صورة تفريق كهربي، مشابهة لتفريغات البرق التي تحدث على الأرض.

وفي الخطوة الأخيرة من التجربة تسربت بعض الغازات من القارورة العلوية للأسفل عبر الأنبوبة الثانية مما دفع بها إلى” مكثف”، ومن ثم اعتيدت ثانية إلى القارورة السفلية. وبذلك أعادت تجربة ميللر يوري تمثيل دورة التبخر وهطول الأمطار على الأرض بواسطة تطبيق مدخول من الطاقة على المزيد خلال وجوده في المرحلة الغازية. وهنا بدأت الملاحظة وظهور النتائج وكانت عبارة عن ظهور طمي مكونا الكثير من الجزيئات المختلفة؛ وأيضا كانت هناك احمض أمينية، وهي القوالب البنائية للحياة الأرضية، جزئيات صغيرة نسبيا يحتوي كل منها على ما بين 13 و27 ذرة، والتي يرتبط بعضها ببعض لتكوين جزئيات البروتين الأكبر حجما بكثير والتي يحتوي الواحد منها على بضع مئات من جزئيات الأحماض الأمينية. وتتكون الذرات الموجودة في جزئيات الأحماض الأمينية بصورة أساسية من الهيدروجين والكربون والأكسجين والنيتروجين.

تجربة ميلر ويورري كانت عبقرية في الفكرة والتصميم، ولكن هي ليست دليل دامغ على تكون الحياة من بعض التفاعلات الكيميائية العشوائية، لان الأحماض المتكونة ببساطة لم تكون البروتينات التي تقوم بأعقد وظائف الجسم فالبروتين يحتاج فقط على 20 حمض أميني مترابطين معا مكونين الببتيدات بشكل تلقائي وهذا ما لم يتوفر في نتائج التجربة أو حتى أخر الأبحاث فحتي الآن هي مجرد نظرية/فرضية وليست حقيقة دامغة.



المصدر : اراجيك

ليست هناك تعليقات