أحدث الاخبار

2020 في نظر النازحين.. عام جديد من البؤس والمعاناة والتشرد

2020 في نظر النازحين.. عام جديد من البؤس والمعاناة والتشرد



يستقبل النازحون في اليمن العام الجديد في ظل التشرد واللجوء والمعاناة بلا أمل يحملونه في العودة إلى ديارهم، والذين قرروا العودة منهم اصبحوا يحاولون الرجوع إلى المخيمات بسبب سوء الأوضاع واستمرار كابوس المليشيات وغياب ابسط الخدمات العامة عن مناطقهم التي نزحوا منها، ويقول نازحون بأن العام الجديد ليس بالنسبة لهم سوى "رقم"  لا يعرفون فيه إلى ماذا سيؤول مصيرهم وهل ستستمر معاناتهم لعام جديد.


صور صادمة لمعاناة النازحين، حيث يعيش أكثر من ثلاثة ملايين وثمانمائة ألف نازح خارج ديارهم في ظروف بالغة القسوة، ويواجه آلاف الأطفال وكبار السن خطر الموت من البرد وسوء التغذية، خاصة مع اشتداد برد الشتاء، وانتشار الفيروسات في الآونة الأخيرة ومنها فيروس "انفلونزا الخنازير" القاتل شديد العدوى.


ويؤكد مسؤولي المخيمات المخصصة لاستقبال اللاجئين والفارين من المعارك أنها لا تغطي سوى 1% فقط من اجمالي عدد النازحين، وحتى هذه النسبة القليلة لاتتمتع داخل المخيمات بالرعاية الكاملة، لذلك يضطر غالبية النازحين الى هجر المخيم والبحث عن بدائل أخرى منها بناء مساكن متهالكة من الصفائح المعدنية على الأرصفة، أو استئجار دكاكين وتسديد إيجارها من التسول.


وجبة في اليوم


منذ عامين، تغيرت حياة ليلى، 34 عامًا، تغيرًا جذريًا عندما نزحت عائلتها من تعز إلى صنعاء، بعد تعرض منزلها لقذيفة هاون اطلقتها المليشيات، ومنذ ذلك الوقت تعيش ليلى بصحبة زوجها و7 اطفال في مخيم  للنازحين، وتعد لهم وجبة وحيدة طوال اليوم، وهي وجبة الغداء.


تقول ليلى"للصحوة نت ": "أصعب لحظة تمر علي عندما يطلب الأطفال مني شيئًا ولا أستطيع توفيره لهم فنحن هنا لا نملك شيئًا".


وتضيف: "إنهم لا يزالون صغاراً ولا يعرفون أننا نعيش كنازحين بلا مأوى، يتصرفون كما لو أننا في بيتنا القديم".


 أطفال يحلمون بـ"بفك"!


أما "لمياء قرحش"، 30 عامًا، فتعيش مع طفلتها "أنهار" ذات الاربع سنوات، في مخيم للنازحين في  منطقة "ضروان"، على مشارف صنعاء، بعد مقتل زوجها وأخوها وفرارها من منزلهم في قرية "حجور" التي استباحها الحوثيون بعد معارك طاحنة مع اهلها.

وتؤكد "للصحوة نت" أنها تقتات  يومياً بعشرة اقراص من "الكدم" تأتيها من فرن خيري، ولا يوجد شيء آخر تأكله، وتؤمن "لمياء" بأن طفلتها هي الطفلة الوحيدة في العالم التي لم تتذوق حلوى الأطفال "الجعالة" منذ ولادتها: "لا أدري ماذا أفعل، نظرات طفلتي وجسمها النحيل يقتلني وثيابها الممزقة تمنعني من النوم، أطفالهم يدرسون في الخارج واذا تعرض احدهم للزكام يسعفوه الى بريطانيا، أما طفلتي فعندما تشتهي واحد "بفك" لا استطيع شراءه لها، وفوق هذا، يدعون انهم "أنصار الله" ونحن ضالين وبحاجة للهداية!!".


وتشير بعض التقارير الى أن مساعدات المنظمات الدولية للنازحين اليمنيين تراجعت بشكل كبير، بسبب تعرض تلك المساعدات للنهب والسطو من قبل ميليشيات الحوثي، وقيام تلك الميليشيات بابتزاز المنظمات الدولية بمبالغ مالية كبيرة مقابل السماح لها بتوزيع المساعدات على المحتاجين، أما النازحون فيقولون إن مشكلتهم الرئيسية تكمن في وجود الميليشيات التي جلبت الحرب وشردتهم من بيوتهم.


وتؤكد تلك التقارير أن المقيمين في المخيمات يواجهون الكثير من المشاكل، وعلى رأسها المشاكل الصحية، حيث يعاني غالبية النازحين من الفشل الكلوي والكبد والسكري.

ويتحدث الدكتور "عجيب المعمري" أحد مسؤولي مؤسسات الإغاثة "للصحوة نت"  بأن 90% من هذه الأمراض، هي عبارة عن أمراض"مفاجأة" اصيب بها النازحين بسبب المواقف الصعبة التي تعرضوا لها وأدت الى نزوحهم، كتعرض المنزل لقذيفة مثلاً، أو الاقتحام القسري.

ويضيـف: "السؤال الأبرز هو: هل سيشهد العام الجديد  2020 نهاية لمأساة النازحين داخل وطنهم، أو على الأقل تحسين اوضاعهم المعيشية داخل المخيمات، أم سيكون مجرد فصل آخر من فصول ممتدة الى ما لا نهاية؟".



المصدر :الصحوة نت

ليست هناك تعليقات