تحت شعار Black Actors Matters .. هل عانى نجوم هوليوود أصحاب البشرة السمراء من التفرقة العنصرية!
تحت شعار Black Actors Matters .. هل عانى نجوم هوليوود أصحاب البشرة السمراء من التفرقة العنصرية!
لطالما دار جدال واسع بين النقاد والمشاهدين والمهتمين بشؤون الفن وتحديدًا السينما والتلفزيون، وهو هل الأفلام والمسلسلات هي مرآة للمجتمع، تعكس ما فيه من ألوان وبقع دون تجميل؟ أو أن الفن هو أداة لتجميل المجتمع وتحسين الذوق العام وتجنب الواقع ومحاولة تحسينه وتزيينه أملًا في أن يتحسن الوضع الراهن للمجتمع؟
ويعتبر هذا الجدل صراع قائم بذاته، ويميل كل مخرج وممثل للإجابة عنه بطريقته الخاصة، وأحيانًا ما يميل معظمهم إلى تجميل الصورة وذلك من أجل مواربة جرح غائر في جبهة المجتمع أملًا في أن ينساه الناس، وهذا بالضبط ما حاولت سينما هوليوود فعله مع قضية العنصرية العرقية.
فبعد اشتعال فتيل التظاهرات في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب مقتل المواطن صاحب البشرة السمراء جورج فلويد، عادت إلى الأذهان مرة أخرى الصورة التي حاولت هوليوود طمسها بالتجميل تارة وبالتجاهل تارة أخرى، فهل بالفعل تقف صناعة السينما في هوليوود على مسافة واحدة من النجوم باختلاف ألوان بشرتهم؟
فيلم Mudbound ملحمة حزينة عن شخصيات مغروسة الأقدام في طين العنصرية
الخلطة السحرية لتجارة السينما العصرية
لطالما وجدنا النجوم من أصحاب البشرة السمراء متواجدين وبكثافة في الأعمال التلفزيونية والسينمائية في هوليوود، نجوم عظماء ساهموا في زيادة متعة المشاهد بفنهم التمثيلي العالي، ولكن هناك جانب آخر خفي يعرفه كافة المطلعين على السينما الأمريكية ونظرية الخلطة السحرية للنجاح الجماهيري.
يدرك المنتجون في هوليوود جيدًا أن الولايات المتحدة هي بلد متعدد الأعراق، ولهذا يحافظون في غالبية الأفلام وخاصة أفلام الحركة والأفلام التي تحتاج إلى نجاح جماهيري كبير أن يمثلوا أكبر قدر ممكن من الأعراق التي ينتمي إليها الجمهور، ولهذا نجد دائما الرجل الأسمر المساعد للبطل.
فمثلا نجد سلسلة أفلام مثل lethal weapon يتشارك فيها الضابط الأبيض والذي قدمه النجم ميل جيبسون مع زميله صاحب البشرة السمراء والذي قدمه النجم داني غلوفر، وسلسلة أفلام Rush Hour يتشارك فيها الضابط الآسيوي والذي قدمه النجم جاكي شان والضابط الأسمر الذي قدمه النجم كريس تاكر.
وتوجد العديد من الأمثلة التي ترسخ لهذا المبدأ التجاري البحت والتي قد يظنها البعض من قبيل الصدفة ولكنها في الحقيقة خلطة مقصودة من أجل الوصول إلى أكبر قطاع ممكن من المشاهدين من مختلف الأعراق كما سبق وأوضحنا، ولعل أبرز مثال على هذا الأمر نجده في فيلم Fast & Furious، حيث نجد الأبطال ينتمون إلى مختلف الأعراق، الأبيض والأسمر، الآسيوي واللاتيني والإفريقي وغيرهم.
وقد تحدث أحد نجوم هوليوود الكبار عن هذا الأمر وإن كان من قبيل المداعبة والمزاح، هذا النجم هو صامويل جاكسون حينما تحدث في حفل تكريم النجم العالمي آل باتشينو والذي أقامه معهد الفيلم الأمريكي، وتكلم عن الفيلم الذي جمعهما سويًا لأول مرة وهو بعنوان Sea of Love من إنتاج عام 1989.
وكان صامويل جاكسون وقتها في بداية مسيرته المهنية كممثل محترف وقال إن القائمين على الفيلم أرادوا شخصًا يلعب دور يحمل اسم «الرجل صاحب البشرة السمراء»، ولم يعلق صمويل جاكسون على الأمر مطولًا، إلا أنه يمكن فهم الكثير من خلال هذه الكلمات، فهم لم يضعوا اسما للشخصية حتى بل قاموا بوصفها عن طريق لون البشرة.
هل عالجت السينما في هوليوود قضية التفرقة العنصرية؟
بالتأكيد هناك العديد من الأفلام والأعمال التلفزيونية في هوليوود والتي تناولت قضية التفرقة العنصرية وحاولت الوصول إلى جذور هذه المشكلة، لكن هل كانت هذه الأفلام بالفعل مصنوعة لمداعبة مشاعر الجماهير من أصحاب البشرة السمراء من أجل جذبهم إلى صالات السينما؟ أم هي بالفعل قضية تؤمن بها المؤسسات الفنية في الولايات المتحدة الأمريكية؟
ففي حين يوجد أفلام بالفعل ناقشت هذه القضية مثل الفيلم العظيم Django Unchained والمنتج عام 2012 من بطولة النجم جيمي فوكس والذي يتناول قضية العبودية التي خاضها قديما أصحاب البشرة السمراء ومن بعده فيلم 12 Years a Slave عام 2013 للنجم الأسمر شيواتال إيجيوفور إلا أن كلًا من النجمين لم يحصد جائزة الأوسكار كأفضل ممثل وقتها.
خواكين فينكس يهاجم الأوسكار قبل الفوز بها ويندد بالجوائز العنصرية
وربما يعتقد البعض أنه ليس لزامًا أن تحصد جائزة الأوسكار عن كل دور جيد تقوم به، وأن هناك الكثير من النجوم من أصحاب البشرة السمراء يحصلون على الجوائز الكبرى، لكن هذا الاعتقاد ليس راسخًا عند نجوم هوليوود أنفسهم وهم أصحاب الشأن الأكبر بهذا الخصوص، وأن هذه الأفلام ليست إلا إبرة في كومة من القش.
هل بالفعل لا يوجد تفرقة عنصرية بين النجوم في هوليوود؟
من يتخيل أن جائزة الأوسكار وهي الأهم والأبرز في هوليوود والتي أقيمت لـ 92 دورة يتم فيها توزيع أكثر من 20 جائزة كل عام، ولم يحصد الجائزة من النجوم أصحاب البشرة السمراء طوال مسيرتهم الفنية الطويلة إلا 14 شخصًا فقط!، فهل هذه مصادفة أيضًا أم أن جرح العنصرية أعمق بكثير مما يبدو عليه وقد تسرب أيضًا إلى صناعة السينما.
وقد حدث أكثر من مرة أن تحدث نجوم أصحاب بشرة سمراء عن هذا الأمر، آخرها كان عام 2016 عندما امتنع العديد من النجوم عن الذهاب إلى حفل الأوسكار ومن ضمنهم ويل سميث احتجاجًا على عدم ترشح نجم أسمر واحد لأي من فئات الجائزة خلال عاميين متتاليين. وتأسست وقتها حملة oscars so white والتي أشارت إلى العنصرية التي تحكم ترشيحات الأوسكار المقدمة من أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة.
أفلام ونجوم لن تصدق أنهم لم يحصدوا الأوسكار
الكثير منا شاهد الفيلم العبقري The Pursuit of happiness المنتج عام 2006، والذي حصل على تقييم 8/10 في تصويت الجمهور على موقع IMDB، باعتباره واحدًا من أهم الأفلام التحفيزية في تاريخ السينما، وهو من بطولة النجم ويل سميث، من يصدق أن هذا الفيلم لم يحصد جائزة الأوسكار في أي فئة لها.
ومن يصدق أن النجم ويل سميث نفسه لم يحصد جائزة الأوسكار ولو مرة واحدة في تاريخه، على الرغم من ترشحيه لها مرتين؟ ومن يصدق أيضًا أن النجم صمويل جاكسون لم يحصد جائزة الأوسكار ولو لمرة واحدة، على الرغم من ترشحه لها كأحسن ممثل في دور ثانوي عن دوره في فيلم pulp fiction المنتج عام 1994؟ على الرغم من تقديمه في الفيلم لمشهد عبقري يتم تداوله حتى اليوم ضمن أفضل مشاهد التمثيل في السينما.
ونجم بحجم وموهبته مورغان فريمان لم يحصل على جائزة الأوسكار إلا مرة واحدة في عام 2004، على الرغم من مساهمته في أعظم أفلام هوليوود مثل The Shawshank Redemption عام 1994 والذي يعتبره البعض أهم فيلم في تاريخ السينما، وSe7en عام 1995 واللذان لم يحصد عليهما أي جائزة!.
بعد كل هذه الأمثلة والأدلة يبدو أن هوليوود ظلت طوال مسيرتها تنادي بالمساواة وعدم التفرقة العنصرية إلا أنها كانت تمارسها بشكل متعمد أو حتى غير متعمد، فصناعة السينما مثلها مثل كافة أرجاء الولايات المتحدة قد وقعت في شباك العنصرية لفترة طويلة بسبب حالة الإنكار والتجميل المستمرة، فبينما يرفع المتظاهرون الآن شعار Black Lives Matters، يبدو أن النجوم عليهم رفع شعار Black Actors Matters.
تحت شعار Black Actors Matters .. هل عانى نجوم هوليوود أصحاب البشرة السمراء من التفرقة العنصرية! بواسطة أراجيك - نثري المحتوى العربي
المصدر : اراجيك
ليست هناك تعليقات