كيف تغيّرت صناعة الأزياء مؤخّرًا؟ وهل تشكّل التكنولوجيا الحل الوحيد للحفاظ على هذه الصناعة حاليًا؟
كيف تغيّرت صناعة الأزياء مؤخّرًا؟ وهل تشكّل التكنولوجيا الحل الوحيد للحفاظ على هذه الصناعة حاليًا؟
يقول المصمم Karl Lagerfeld كارل لاجرفيلد أن التكنولوجيا تتدخّل في كل شئ في العالم شئت أم أبيت لأنها بشكل أو بآخر تغير العالم. هذا ما تفعله التكنولوجيا في وجود جائحة فيروس كورونا سريع الانتشار.
صناعة الأزياء التي ينجم عنها عروض الأزياء المشهورة وغير المشهورة شأنها شأن جميع الصناعات الأخرى التي تأثرت بانتشار الفيروس خاصة أن عروض الأزياء يتجمع فيها المئات بالإضافة إلى عارضات الأزياء والعاملين في هذا المجال، لا ننكر أن العديد من عروض الأزياء قد تم إلغاؤها بالفعل إلا أن البعض الآخر أبى أن يستسلم وتم ابتكار العديد من الطرق الأخرى باستخدام التكنولوجيا والإنترنت كما سنذكر في هذا التقرير فيما بعد.
اقرأ أيضًا: هل يستطيع هاتف OnePlus 8 Pro اختراق الملابس والرؤية من خلالها؟
التكنولوجيا والأزياء
يتم استخدام الآلات بالفعل في صناعة الأزياء على مراحل مختلفة وبأشكال مختلفة، كما أن التجارة الإلكترونية أصبحت جزء أساسي من طريقة بيع الملابس كما هي لبيع كل الأغراض الأخرى، ولا يجب أن ننسى التحدث عن طرق التسويق للملابس والأزياء على مواقع التواصل الإجتماعي والتسابق بين العلامات التجارية على الحصول على رضا العملاء عن طريقها.
إذن لماذا يعتبر استخدام التكنولوجيا في تغيير شكل عروض الأزياء أمراً غير مألوف أو غير مرغوب فيه بالنسبة للكثير من المصممين ومُنظمي العروض؟
ليست المرة الأولى!
قبل انتشار الجائحة أي قبل عامي 2019 و 2020 لم يكن بالطبع أياً ممن في هذه الصناعة مضطراً إلى استخدام التكنولوجيا لتقديم عروض أزياء مبتكرة لعرض أعمالهم.
1998
في خريف عام 1998 كان أول عرض أزياء يتم تسجيله على أسطوانية إلكترونية وبثّه عبر الإنترنت من قِبل مصمم الأزياء الاسترالي Helmut Lang هيلمت لانج، يقول المصمم أنه وجد أن استخدام الإنترنت يتنامى في العالم أكبر مما كان يتخيل أحد، لذلك حاول أن يُضيف بعض من التحدّي لأعماله، والقيام بعرضه على الإنترنت لأول مرة.
2000
بالطبع لم يكن الكثير من المصمّمين منفتحين على مثل هذه الأفكار التي كانت جديدة في مثل ذاك الوقت، ومع ذلك في صيف 2000 تم إطلاق أول موقع للتجارة الإلكترونية متخصص في الملابس والأزياء، بالإضافة إلى خوف المصممين من التغيير فهم يخافون إيضاً من أن يتم سرقة تصاميمهم أو نسخها بطريقة أو بأخرى، وهذا ما يحققه الإنترنت حيث يجعل كل الأزياء والملابس مفتوحة للجميع ومتاحة للجميع أيضًا.
تخيل أن هؤلاء المصممين الذين كانوا خائفين من سرقة تصاميمهم هم من يقومون بنشرها الآن على مواقع التواصل الاجتماعي، إنها سخرية القدر بالفعل.
2006
في خريف عام 2006 قام المصمّم مكويين McQueen بمفاجئة لم يتوقعها أي شخص في عرض الأزياء الخاص بمجموعته، حيث اعتاد المصممين وضع تحفتهم الفنية من كل مجموعة في النهاية مع ظهور للمصمّم نفسه لكنّه لم يفعل ذلك بل أظهر تحفه عن طريق استخدام تقنية الهولوجرام وسط تصفيق ودهشة الجميع.
ربيع عام 2010
كان هو العام الذي شهد نقلة مختلفة في عالم عروض الأزياء عندما تعاون كلّاً من مكويين ونيك نايت في إظهار عرض الأزياء وإطلاق بث حي له على الإنترنت، هذا العرض لم يكن عادياً ولم يكن مجرد بث حي على الإنترنت بل تم استخدام الكاميرات ثلاثية الأبعاد والروبوتات المتحركة لتصوير العارضات على الممشى ونقله بالصورة التي يريدها المصممين على الإنترنت بأفضل صورة ممكنة.
2014
وفي خريف 2014 تم استخدام الطائرات بدون طيّار لتقديم بث حي على الإنترنت للأزياء التي يتم عرضها على موقع Fendi.
كل ما سبق يخبرنا أنّ صناعة الأزياء قد تغيّرت بالفعل باستخدام تقنيات مختلفة ومتنوّعة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد لتحضير بعض القطع أو تصميم الملابس باستخدام أضواء الليد LED. كما نشر صور سيلفي للعارضات وملابسهن على مواقع التواصل الاجتماعي أثناء المشي على الممشى أو Runway وغيرها من طرق مصمّمي الأزياء المبتكرة في استخدام التكنولوجيا لإظهار عروضهم بصورة مبهرة.
كما تستخدم العديد من شركات التصميم طرق مختلفة من تحليل البيانات لإنتاج قطع مميزة من الملابس التي يستطيعون من خلالها الحصول على المزيد من الإعجاب والمزيد من المبيعات بالطبع، ومع ذلك وبالرغم من كل ما سبق تجد أن بعض أحداث وبيوت التصميم ترفض استخدام التكنولوجيا للتغلب على معوقات الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا.
عروض الأزياء باستخدام التكنولوجيا
في كل سنة وكل دولة تهتم بالأزياء يتم تنظيم أسبوع مُخصص لعروض الأزياء والحفلات التي تضم المصممين والصحفيين. لكن بالطبع في ظل الحجر الصحي هناك العديد من الأحداث التي تم إلغاؤها ولكن في المقابل رأينا مجموعة من عروض الأزياء بفضل التكنولوجيا.
أسبوع أزياء الزفاف قد تم تنظيمه عبر الإنترنت في أبريل الماضي مع الكثير من المقابلات والتجمعات على تطبيقي Zoom و join.me، أسبوع هلسنكي للأزياء تم بثه أيضًا على الإنترنت باستخدام كاميرات ثلاثية الأبعاد.
أما أسبوع ميلانو للأزياء، كان له قصة مختلفة قليلاً فقد استخدمت الشركة المنظّمة التكنولوجيا لبث الحدث، لكن العديد من المصممين المشهورين لم يُعجبهم التنظيم فرفضوا الانضمام إلى الحدث مما تسبب في فشله، ما عدا ذلك تم إلغاء جميع عروض الأزياء التي يبلغ عددها 14 من الأحداث التي كان من الممكن أن تكون مبهرة ومبتكرة وتعرّف اتجاه جديد في عالم الأزياء.
اقرأ أيضًا: 10 مستودعات على Github لا يمكنك الاستغناء عنها أبدًا!
إفلاس شركات الأزياء
تخيّل أن العديد من شركات الأزياء ومحلات عرض الملابس بالفعل قد أقفلت أبوابها ومنهم من أعلن عن الإفلاس بالرغم من أنهم قد يسطيعون البيع على الإنترنت، سوف تعترضني وتنتقد الجملة السابقة أن مجال بيع الملابس على الإنترنت ليس كبيراً إلى الدرجة التي يمكن الاعتماد عليها وهذا صحيح بالفعل إلا أنه قد يكون الباب أو الطريقة التي تحتفظ بها بعملك، وليس اليأس والمحاولة في تقليل الخسائر وتسريح العمّال.
هل فكّرت أن الحجر الصحي أو وجود فيروس كورونا قد يكون فرصة لتسريع وتطوير تجارة الملابس إلكتورنياً بالرغم من كل العقبات؟! كما يجب أن تعلم أن العديد من العاملين في هذا المجال قد تم تسريحهم إما لتخفيض النفقات أو بسبب إغلاق الشركات وإفلاسها.
كيف تغيّرت صناعة الأزياء مؤخّرًا؟ وهل تشكّل التكنولوجيا الحل الوحيد للحفاظ على هذه الصناعة حاليًا؟ بواسطة أراجيك - نثري المحتوى العربي
المصدر : اراجيك
ليست هناك تعليقات