أحدث الاخبار

العديني: الإصلاح حزب سياسي بأدوات سلمية ومحكوم بالمصالح العليا للشعب اليمني

العديني: الإصلاح حزب سياسي بأدوات سلمية ومحكوم بالمصالح العليا للشعب اليمني



أكد نائب رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح عدنان العديني، أن الاصلاح تنظيم سياسي مفتوح تأسس عقب قيام الوحدة وإقرار التعددية الحزبية دستورياً، يمارس العمل السياسي الجماهيري ككل أحزاب العالم.

وأضاف في حوار أجرته معه صحيفة "الشرق الأوسط" ونشرته في عددها الصادر اليوم الاثنين، أن الإصلاح يتعامل مع المشاركة السياسية في السلطة والعمل العام كواحدة من أهم أدوات الفعل والتأثير، ويعمل في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها وفق ما يقره دستور الجمهورية اليمنية.

وأضاف العديني: "خلال 30 عاماً مضت هي عمر الإصلاح، أنجزنا شوطاً جيداً في تحقيق الأهداف والبرامج التي تضمنها برنامج العمل السياسي للإصلاح".

وأوضح إن حزب الإصلاح يكاد يكون من الأحزاب القليلة في المنطقة العربية التي شاركت في السلطة وخرجت منها عبر صناديق الاقتراع سلمياً، وخلافا للمعهود في الجمهوريات العربية التي احتكمت للأسف في وصولها إلى السلطة عبر الانقلابات بدلاً من الانتخابات.

وأشار إلى أن اهتمام الحزب انصب خلال الفترة الراهنة في التركيز على جهود استعادة الدولة ودحر الانقلاب، ومنع المليشيا الحوثية من سحب اليمن بعيدا عن حاضنته العربية والإسلامية وامتداده الإقليمي باعتباره جزءاً من المنظومة العربية.

وتابع قائلاً: "أدرك الجميع كارثية الخطر المحدق على المجتمع اليمني والإقليم، بعد سيطرة جماعة الحوثي على الدولة وما خلفه ذلك من خلق مفاهيم وعناوين غريبة ذات بعد سلالي وطائفي تحاول الجماعة فرضها على الناس من خلال تعميم تصوراتها العنصرية وبث بذور التناحر بين اليمنيين على أسس وتوصيفات مذهبية وعرقية، وكذلك تحريضها المهول فكرياً وتربوياً وثقافياً الذي يحاول إقناع الذهنية الشعبية أن العدو الرئيسي والتاريخي للبلاد هو اليمن الحر بدولتها الوطنية الديمقراطية، ثم جيرانها؛ وخصوصاً التحريض الثأري والتعبئة ضد الشعب السعودي الشقيق، رغم تداخل أواصر التاريخ والحاضر وتشابك المصالح والعلاقات، وكل ذلك بدافع وتغذية من مشروع الهيمنة الإيرانية في المنطقة الذي يستهدف وحدة الأمة العربية والإسلامية".

وحذر نائب رئيس إعلامية الاصلاح من محاولة صياغة ذهنية المجتمع اليمني بهذا الشكل التحريضي، خصوصاً في ظل استخدام القنوات والمؤسسات التعليمية والفكرية كالمدارس والجامعات والتلفاز والصحافة، وإعادة هندسة الذهنية العامة وفقًا لأوهام طائفية للميلشيا ونظريتها الفاسدة في الحكم، وتماهيها مع خطاب الثورة الخمينية، وفرض ذلك بكل وسائل العنف والقسر والإرهاب.

واستطرد قائلاً: "وهذا باعتقادنا هو الجانب الخفي من آثار الانقلاب الطائفي المدمر، وهو أثر خطير على المدى المتوسط والبعيد، وكلما طال زمن سيطرة الجماعة كان ذلك عاملًا في ترسيخ الخطر الذي يحتم علينا سرعة الاحتشاد والدفع نحو إنهاء الانقلاب ومعالجة آثاره على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية".

 

محكوم بمصالح الشعب العليا

وحول الانتقادات والاتهامات التي يطلقها البعض بانتماء الإصلاح لجماعة الاخوان المسلمين والتيار القطري ـ التركي في المنطقة قال العديني: "سبق أن أكدنا في التجمع اليمني للإصلاح في الإعلان الصادر في الذكرى السادسة والعشرين لتأسيسه على "عدم وجود أي علاقة تنظيمية أو سياسية تربطنا بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين لا سيما أن أولوية الإصلاح كحزب سياسي هي أولويات وطنية وكل جهوده تنصب مع شركائه من القوى السياسية اليمنية في إخراج اليمن من محنته الحالية والنهوض به من وهدته واستعادة مسيرته السياسية".

وعن العلاقة بقطر، لفت العديني إلى أنه كانت تحكمها المصلحة الوطنية يوم أن كانت ضمن التحالف وأحد داعميه، قبل أن تتحول إلى داعم لميليشيات الحوثي إثر الأزمة الخليجية التي أخرجت قطر من منظومة التحالف الداعم للشرعية في اليمن، موضحاً بأن مواقف الإصلاح الخارجية محكومة بالمصالح العليا للشعب اليمني.

وأبدى نائب رئيس إعلامية الاصلاح استغرابه ممن يسوقون هذا الخطاب غير المتسق والمتناقض، وقال إنهم ذاتهم من ظلوا لسنوات طويلة يتهمون الإصلاح بعلاقته القوية بالمملكة وإلى قبل اندلاع الخلاف الخليجي ظلوا يرددون هذه التهمة، مذكراً بالحملة الواسعة جداً التي استهدفت الإصلاح وما واجهه أفراده من تنكيل بعد عاصفة الحزم كونه الحزب اليمني الوحيد الذي استطاع إصدار بيان يرحب بتدخل ونجدة الأشقاء تلبية لنداء رئيس الجمهورية ويساندها على الأرض".

ومضى قائلاً: "الأصوات والمنابر التي تلوك الخطاب السيئ عن الإصلاح وتصنفه وفق هواها يغيضها موقف الإصلاح الثابت والصلب والواضح منذ انطلاق عاصفة الحزم ولذا تحيك التهم وتلوك الأكاذيب التي لا تصمد طويلا أمام جسامة التضحيات التي يقدمها الإصلاح ومعه كل الشرفاء تحت مظلة الشرعية في سبيل استعادة الدولة".

واعتبر أن موقف الإصلاح ينطلق من قناعة وثوابت استراتيجية كحزب يمني خالص الولاء والانتماء، وهو موقف ثابت منذ تأسيس الإصلاح، وعلاقاته الخارجية تحكمها هذه الثوابت، وليس لديه ما يخفيه او يتحرج منه".

تحديات المرحلة

وأوضح العديني أن "الإصلاح هو أحد مكونات المشهد السياسي والاجتماعي اليمني، وأن المشاكل التي تواجهها الأمة اليمنية ككل وتعتري الواقع السياسي بشكل عام في البلاد هي ذات المشاكل التي يواجهها كحزب له حضوره وامتداده في كل مناطق البلاد.

واستدرك بالقول: "قد يكون للحزب خصوصيته ومشاكله الخاصة، إلا أن المعضلة الكبرى تتمثل في تعطيل الحياة السياسية بشكل كامل في الداخل، وتلك مشكلة ممتدة منذ انقلاب المليشيا الحوثية على الدولة في 21 من سبتمبر (أيلول) 2014، وما تلاه من تجريف للحياة السياسية والسعي لإغلاق المجال العام واحتكاره من قبل المليشيا التابعة لإيران، وتلك مصيبتنا الكبرى".

وأكد العديني أن الإصلاح أكبر المتضررين من تداعيات الانقلاب وأبرز القوى السياسية التي دفعت كلفة مواجهة هذه الجائحة، معتبراً هذا العبء الإضافي كان بسبب موقف الاصلاح الوطني الواضح وحضوره الاجتماعي الناتج عن ثقة الشعب.

وتابع بالقول: "الإصلاح وجد نفسه - بدافع أخلاقي وقيمي خالص - ملزما بالانحياز الكامل إلى جانب شعبه في هذه المرحلة الفارقة وقررنا دفع الثمن مهما كان باهظاً، وربما زاد ذلك من وتيرة الاستهداف والحقد الذي مارسته الميلشيات الحوثية تجاه الإصلاح، لكنها تدرك وترى في الإصلاح أنه العائق الأبرز أمام مشروعها الطائفي والعرقي المتخلف". وزاد: "منذ البداية كان من التحديات التي نواجهها هو كيفية لملمة صفوف شركاء العمل السياسي بما يخدم جهود استعادة الدولة، لأننا في الإصلاح ندرك ضرورة تكامل جهود شركاء العمل السياسي في كل ما يقرر مصير البلاد".

 

العلاقات مع السعودية

وعن علاقة الإصلاح بالمملكة العربية السعودية أوضح العديني أن "الإصلاح ومنذ تأسيسه الحزب الوحيد الذي أفرد في نظامه السياسي مادة مستقلة تؤكد على أهمية تعزيز العلاقات بين اليمن والمملكة وضرورة التكامل بين البلدين، وهذا الاستثناء الذي يؤمن به الإصلاح ويعمل عليه، نابع من الطبيعة الاستثنائية للعلاقة بين اليمن والسعودية وحجم التداخلات والمصالح والأواصر بين شعب اليمن وشعب المملكة".

وقال نائب رئيس إعلامية الإصلاح: "علاقة حزبنا وشعبنا بالمملكة العربية السعودية هي علاقة تاريخية متجذرة وصلبة أكثر من أي بلد وشعب آخر، تتحكم بها روابط الهوية القومية والإسلامية والجغرافيا السياسية والمصير المشترك، وتربطنا علاقات وثيقة في إطار الدولتين، فالمملكة ظلت طوال عمر الجمهورية اليمنية حاضرة جوار اليمن وداعمة باستمرار وفاعلة في المشهد اليمني، ونحن كحزب نؤيد وندعم كل التوجهات التي تعزز علاقتنا بالمملكة، ونعمل من أجل تجاوز البعد الشكلي للعلاقة بين بلدين ودولتين إلى مستوىً أوسع؛ يتعلق بالمصير العام المشترك للبلدين كأمة واحدة، مشيراً إلى حرص قيادة المملكة على الإصلاح وسعيها لحل اللبس الذي لدى بعض الدول عن الإصلاح والذي تجلى في لقاء قيادة المملكة بقيادة الإصلاح.

 

 

حزب سياسي بأدوات سلمية

وعن ما تناولته بعض وسائل الإعلام عن وجود عسكري للإصلاح خارج اليمن في دول ذات تشهد صراعات. اعتبر العديني أن مجرد طرح هذا السؤال هو أمر غريب وصادم بالنسبة للإصلاح، ولا يوجد ما يبرر طرح السؤال، لافتاً إلى أن وسائل الإعلام التي نشرته اعتمدت على مصادر مضللة.

وجدد التأكيد على أن الإصلاح حزب سياسي يعمل وفقًا للدستور والقانون وهويته مدنية خالصة، مضيفاً: "لسنا شركة مرتزقة أو متعهدي حروب يملكون مقاتلين وسلاح يرسلونها لهذه البلاد أو تلك، كما هو حال بعض جماعات العنف القابلة للإيجار".

كما اعتبر نائب رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح إن مجرد طرق النقاش حول ما إذا كان لحزب الإصلاح وجود عسكري خارج البلاد هو أمر مستغرب ويسحب النقاش نحو منطقة خطرة تتمثل في تشويش هوية الحزب السياسية، والطعن في جوهر وجوده الدستوري.

واستطرد متسائلاً: "كيف يمكننا مساءلة حزب سياسي كان وما يزال طوال تاريخه يشتغل بأدوات سياسية بحتة، عما إذا كان يملك وجوداً عسكرياً خارج الدولة أم لا؟ ناهيك أن السؤال ذاته حتى مع الإجابة عليه بالنفي القاطع، يظل يتضمن احتمالا خفيّا بكون الحزب قد يمتلك وجوداً عسكريا داخل الدولة وهو أمر خطر أيضًا".

وأكد أنه ليس للحزب بندقية واحدة منذ نشأته حتى اللحظة، ومضى قائلاً: "ولا نقول هذا الكلام نفيًّا لتهمة، فنحن لسنا في ساحة محكمة للمرافعة، بل لنؤكد هويتنا الواضحة ونذكر للمرة المليون أننا حزب سياسي ولا يوجد في منهاج السياسة بندقية على كتف حزب، فحين تحضر السياسة ينتفي وجود السلاح".

وقال العديني إنه لا يلجأ للقوة سوى أولئك الفاشلون في ميدان السياسة وأدواتها الناعمة، لافتاً إلى أن ذلك لا يتنافى مع موقف الاصلاح الداعم للدولة في معركتها العسكرية ضد الانقلاب لأن ذلك يصب في صميم المهمة السياسية الرامية لاستعادة الدولة الضامنة لحريات المواطنين وحقوقهم.

 

عوامل قوة

وعن عوامل القوة التي يمتلكها الإصلاح اعتبر العديني أن الحديث عن قوة هذا الطرف أو ذاك هو أمر نسبي، وأن قوة الإصلاح في الأساس تتحقق باستقرار وانتصار البلاد وقوة دولتها.

ومضى قائلاً: "نحن قبل كل شيء مواطنون نبحث عن دولة ضامنة نستند عليها ونمارس في ظلها حقوقنا السياسية، وإن كان لنا من قوة أو ثقل فهو قدرتنا على انتزاع ثقة شعبنا بنا وبخطابنا الواضح ووقوفنا بكل ما نملكه دفاعاً عن خيارات الشعب".

وعبر عن اعتزاز الإصلاح بالثقة الشعبية واعتبرها أمانة يجب القيام بمقتضياتها، لأن الشعوب لا تمنح ثقتها بسهولة إلا لمن اختبرته الأحداث والمواقف وشاهدت جهوده وصدقه ووضوحه واستعداده العملي للتضحية بكل ما يملك من أجل الدفاع عن خيارات الناس وإرادتهم وحقهم بحياة حرة كما تقررها إرادتهم".

وذكر العديني بأن الإصلاح قدم آلاف الشهداء، وتعرضت مؤسساته للنهب وقادته وأنصاره للقمع والملاحقة، وضحى بكل ما يملك في سبيل موقفه الحاسم ضد الجماعة الانقلابية منذ البداية.

وأضاف: "ورغم كل العوائق والاستهداف واصلنا حشد طاقاتنا للوقوف جوار الدولة ومن أجل المجتمع، ومقاومة كل صور الانقلاب مدعومين فقط بإرادة شعبنا ونجدة أهلنا وجيراننا الأوفياء".

وأكد رئيس إعلامية الإصلاح أن رصيد الحزب الأكبر وعامل قوته الأبرز بعد الله، فيما نقدمه من تضحيات غير محدودة، وليس في المكاسب الزائفة.

وقال: "لن نمانع أن نتحمل الرصيد الأكبر من ضريبة النضال الوطني في سبيل تحرير شعبنا، وليس في هذا القول منّ على شعبنا، فذلك واجبنا الديني والوطني، والحديث عنه هو تقرير لحقيقة موضوعية يدركها الجميع".

وأوضح العديني أنه لا يوجد مكسب أكبر من التضحية في سبيل تحرير إرادة الشعب، ولا عامل قوة أكبر من استثمار الجهد والوقت والإمكانيات للدفاع عن مصير الأمم، مؤكداً أن ذلك ما فعله الاصلاح وما يزال، معتبراً ذلك يرفع رصيده الوطني لمستويات كبيرة.

واستطر بالقول: "مهما كانت خساراتنا اللحظية مؤلمة وألمنا لفقدان الرجال ونزيف الأرواح والطاقات كبير، إلا أن كل ذلك يهون في سبيل الغاية النبيلة، إذ لا قيمة لأي مكسب إذا خسرنا وطننا ولا قوة لحزب إلا بمقدار ما يقدمه لأهله وناسه في اللحظات العصبية من تاريخ الشعوب".



المصدر :الصحوة نت

ليست هناك تعليقات