التحرش الجنسي بالأطفال قاتل صامت: كيف يمكنك معرفة ما إذا كان طفلك ضحية له وما سُبل علاج آثاره
التحرش الجنسي بالأطفال قاتل صامت: كيف يمكنك معرفة ما إذا كان طفلك ضحية له وما سُبل علاج آثاره
مع تطور التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحنا أكثر وعياً بقضايا التحرش الجنسي بالأطفال، إذ ستظهر إثرها على الأطفال سلوكيات غير مألوفة يجب ملاحظتها والبحث عن حلول تساعد الطفل في تخطي ما قد مرّ به.
ما هو التحرش الجنسي بالأطفال
يشمل التحرش الجنسي بالأطفال أي فعل لفظي أو بصري أو تعريض الطفل للمواد الإباحية بالإضافة إلى محاولة اتصال جنسي بدءاً من المداعبة وحتى الجماع يقوم بها إنسان بالغ تجاه الطفل، يُستَخدَم فيها الطفل كأداة للتحفيز والإشباع الجنسي لمرتكب الجريمة.
غالبًا، لا يعتمد المتحرشون بالأطفال على القوة البدنية للقيام بجريمتهم، بل يعملون على بناء الثقة بينهم وبين الطفل الضحية وهذا ما يسمى باستمالة الأطفال، ينطوي ذلك على أساليب التلاعب وإظهار اللطف المبالغ به وشراء الهدايا والأشياء المحببة للطفل، بهدف إبعاده عن محيطه شيئاً فشيئاً، مع الحفاظ على سرية هذه النشاطات، ما يخلق الفرصة للمتحرش ليقوم بفعلته، وقد يستمر تعرض الطفل للتحرّش لسنوات دون أن يُخبِر أحداً عن هذه الإساءات إمّا بدافع الخوف من المتحرّش أو الحبّ. ومن الجدير بالذكر أنّ الأطفال من جميع الأعمار والأعراق الجنسيات فتياتٌ وفتيان معرّضين للتحرّش.
من البديهي أنّ مسؤولية وقوع حادثة التحرش الجنسي والاعتداء على الطفل لا تقع على الطفل نفسه، بل هو ضحية لجريمة عنف يتحمل المتحرش فيها كامل المسؤولية تجاه الطفل وعائلته والمجتمع.
السلوكيات التي تظهر على الطفل المتحرَّش به
تظهر على الطفل الذي تعرّض أو ما زال يتعرّض للتحرّش بعض السلوكيات وردود الأفعال العاطفية التي قد تتشابه بعض الشيء مع الأعراض الناتجة عن أنواع أخرى من الصدمات، يعتبر من أبرز هذه الأعراض:
- القلق وصعوبة النوم الذي قد يترافق مع الكوابيس أو التبول في الفراش.
- نوبات الغضب.
- الاكتئاب.
- تفادي الطفل البقاء وحيداً مع أشخاص محددين.
- التردد بالذهاب إلى المدرسة وصعوبة في التركيز.
- ظهور علامات على جسم الطفل أو إيذائه لنفسه.
- ملاحظة قيام الطفل ببعض السلوكيات والألفاظ الجنسية غير الملائمة لعمره.
الأمور التي يجب على الأسرة مراعاتها في التعامل مع الطفل الذي تعرّض للتحرش الجنسي
إنّ وقوع الطفل ضحية التحرش الجنسي من شأنه التأثير على أسرته كاملةً، قد يشعر الوالدين بالغضب العارم خاصةً في حال كان الجاني أحد معارفهم أو أقاربهم الذين قد كانوا محط ثقتهم، بالإضافة إلى الشعور بالحزن والذنب نتيجة شعورهم بالتقصير تجاه طفلهم/ طفلتهم. لذلك من الواجب مراعاة الطفل بعدها إذ أنّ عملية الشفاء تتطلب وقتاً وصبراً. فيما يلي بعض الأمور الواجب مراعاتها أثناء التعامل مع الطفل الذي تعرّض للتحرّش:
- التعامل وفق قواعد وضوابط تغذي شعوره بالأمان.
- تعزيز شعور التحكم والسيطرة لدى الطفل من خلال إعطائه حرية الاختيار كلما سنحت الفرصة بذلك.
- السماح للطفل بالتعبير عن مشاعره بحريّة تامة مترافقة بإعطاءه الشعور بالراحة والأمان.
- تعزيز نقاط القوة في شخصية الطفل ومساعدته على رؤيتها.
- إظهار الدعم الكامل للطفل فهو الأكثر أهميةً في هذه المرحلة من أي شيء آخر.
بعض الأخطاء الواجب تجنبها بها عند التعامل مع الطفل المتحَرَش به
سؤال الطفل عن سبب تأخره في إخبار عائلته عمّا حصل
في الواقع إنّ المهم هو حقيقة أنّ الطفل قد صارح عائلته بما حدث، فمن المحتمل أنّه حاول إخبار أحد أفراد عائلته لكنّه قوبِل بالتجاهل، أو أنّه قد شعر بالخوف نتيجة وقوعه تحت تهديد وضغط من المتحرّش، أو حتى عدم القدرة على التفكير بما جرى له نتيجة بشاعة ما واجهه.
إصدار الأحكام على الطفل الضحية
من الضروري تقبّل ردة فعل الطفل أثناء الحادثة، حتى لو كانت مخالفة لما كنّا نتوقعه، مع ضرورة التخلي عن أي أفكار مسبقة حول ردة فعل الضحية في هذه المواقف لأن كل إنسان هو حالة وشخصية فريدة من نوعها.
سؤال الطفل لماذا لم تدافع عن نفسك
مجرد توجيه هذا السؤال للطفل سيعزز لديه الشعور بأنّه الملام فيما حصل. إنّ تجربة التحرش الجنسي والاغتصاب من التجارب المرعبة لدى الطفل أو الإنسان البالغ، وتختلف ردة الفعل من شخص لآخر.
بعض الحقائق حول التحرّش بالأطفال
- ليس التحرش بالأطفال أمراً نادراً، إذ تُشير الدراسات إلى أنّ فتاة واحدة من بين أربعة فتيات وصبي من بين ستة صبية سيتعرض لأحد أشكال التحرش الجنسي قبل بلوغ عمر الثامنة عشر.
- غالباً ما يكون المتحرّش هو شخص موثوق في العائلة، تقريباً حوالي ثلاثة أرباع قضايا التحرّش تتم من قبل أحد أفراد العائلة أو شخص يُعتبَر فرداً من العائلة.
- من الضروري توعية الطفل حول جسده والمساحة الخاصة به بما يناسب عمره، ومعرفة ما هو مقبول وما هو غير مقبول وتزويده بمهارات السلامة الأساسية بطريقة مفيدة وغير مخيفة.
- العديد من الناس يفكرون إنّه من الصعب أن يتخطى الطفل حادثة التحرّش، إلّا أنّ الكثير منهم يتمتعون بالمرونةً إلى حد ما التي تمكنّهم بالترافق مع الدعم النفسي أن يشفوا مما مرّوا به.
- تقريباً 23 بالمئة من حالات التحرش الجنسي تتم من قبل أفراد دون عمر 18، إنّ الفضول بين الأطفال هو أمر شائع وطبيعي، إلّا أنّ إرغام طفل لآخر على القيام بأفعال جنسية تشبه الكبار هو سلوك غير صحي ومسيء.
- غالباً ما يحاول الأطفال عدم التحدث عن الإساءة التي حصلت لهم لكن في المقابل تشجيعهم على الكلام والانفتاح لن يشعرهم بسوء، كما أنّ العلاج النفسي من قبل أخصائي يمكن له أن يساهم في معالجة مخاوفهم المتعلقة بالحادثة.
السلوكيات الواجب اتباعها لحماية الأطفال من التحرش الجنسي
إنّ حماية الطفل من التحرّش ليست مسؤولية الطفل وإنّما هذا بالدرجة الأولى مسؤولية البالغين المنوطين برعايته كالوالدين والمعلمين ومسؤولية المجتمع ككل بتوفير بيئة ومجتمع آمن للأطفال ويتم ذلك من خلال ما يلي:
- التكلّم مع الطفل بأريحية عند التحدث حول جسده ونموّه البدني وتزويده بالمعلومات المناسبة لعمره، بالإضافة إلى احترام مشاعر الطفل ومدى قبوله للتعاطي بحبّ مع الناس الآخرين سواء كان كعناق أو قبلة أو غيرها حتى لو كان الشخص من المقرّبين في العائلة.
- التصرّف بشكل فعلي تجاه إصرار أحدهم على قضاء الوقت مع الطفل بمفرده أو عدم احترام المساحة الشخصية للطفل.
- محاولة إيجاد الدعم والبحث عن المساعدة في حال راودتهم الشكوك حول تعرّض الطفل لسوء معاملة.
لا تؤثر حوادث العنف والتحرش الجنسي على الطفل أو عائلته وحسب بل على المجتمع ككلّ، لذلك علينا جميعاً العمل على أن نجعل من مجتمعاتنا مجتمعاتٍ آمنة للجميع، وأن يقوم كل فرد بواجبه تجاه المجتمع من خلال تعزيز واحترام السلوكيات العامة البسيطة منها والأساسية.
التحرش الجنسي بالأطفال قاتل صامت: كيف يمكنك معرفة ما إذا كان طفلك ضحية له وما سُبل علاج آثاره بواسطة أراجيك - نثري المحتوى العربي
المصدر : اراجيك
ليست هناك تعليقات