أحدث الاخبار

الجيش والأمن والقبيلة.. قلاع مأرب وحصنها

الجيش والأمن والقبيلة.. قلاع مأرب وحصنها



يظهر الشيخ المرادي حسن التام، من جبهة قانية في مقطع فيديو تداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، شيخ كهل بلحية كثة بيضاء، لكنه بإرادة شاب فتي، تحدث بمنطق البدوي حكيم، وحنكة سياسي متمرس، ومحارب جسور، قال في المجمل إن مارب لن تقبل إلا بالدولة، ولن ترضى بالمليشيات وسيقاتلون حتى  استعادة الدولة ودحر المليشيات في جحورهم، ويدعو اليمنيين للالتفاف حول جيشهم وقيادتهم.

على أسوار مارب تحطمت أطماع مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة ايرانيا، على أسوارها هلك الكثير من قيادتها وعناصرها المسلحة، هنا في مارب أُنهكت المليشيات ومن خلفها على حد سواء.

 

كنوز كشفت عنها الحرب

 رغم سوأة الحرب ودمارها لكنها كشفت لليمنيين شيئين اثنين، قبح المليشيات الحوثية ووجهها ووجهتها، كما كشفت الحرب لليمنيين أن مارب ليست موطن الثروة والنفط والغاز والآثار فقط، فهناك ثروة أهم،  تتمثل تلك في مارب الانسان والقبيلة، كنوز ثمينة طمرها الحقد السياسي وشوهت معالمها ومحاسنها الأبواق المأجورة وأصحاب المشاريع الدخيلة.

خمس سنوات من حرب المليشيات على اليمنين، كانت مارب النواة الأولى لاستعادة الدولة والأرضية التي لفضت كل ما ليس له علاقة بالدولة والنظام، قاومت ببسالة وساندت الجيش في معاركه دون منٍ أو ملل، يقاتلون بشراسة وفداء ويعودون إلى منازلهم دون ضجيج ولا دموع.

خلال سنوات الحرب الخمس حاولت المليشيات جاهدة، السيطرة على مارب، لكنها اصطدمت بتحصينات متينة تمثلت في الجيش الوطني وقبائل المحافظة وأجهزتها الأمنية، هناك في مارب ينطبق عليهم وصف "الرجال" وكفى.

 

الفرقة والتناحر

لم تحقق المليشيا أي انتصار عسكري منذ بداية تمردها في 2004، بحسب مراقبين، سلاحها الأخطر زرع الفتن وشق صف خصومها واستغلال خلافاتهم ليهدوا لها نصرا ومكسبا على حساب أخوتهم ومبادئهم، تلك الحيلة وغيرها لم تنطل على قبائل مارب وشيوخها.

مع اقتراب المليشيات باتجاه مارب، تركت قبائل مارب كل خلافاتها جانبا وتسلحوا بالوطنية والفداء قبل أن تحمل أكتافهم بنادقهم وسلاحهم الشخصي المتواضع، فكانت النواة والشعلة التي اضاءت ما حولها، وفيها ومنها بدأت معركة التحرير واستعادة الدولة المنهوبة من أيدي أتباع ملالي طهران.

يؤكد عبدالله الورشي من أبناء مارب لـ "الصحوة نت" أن قبائل مارب تضرب أروع الأمثلة في التلاحم، حيث أذابت كل الفوارق الحزبية والسياسية وتوحد الجميع من أجل الدفاع عن أرضهم ودولتهم المسلوبة.

يضيف الورشي أن قبائل مارب مرت بمرحلة لا يحسدون عليها، بسبب التآمر عليهم لكنها استطاعت، بفضل الله، ثم بجهود المشايخ من تجاوز تلك المحنة، واليوم يضربون أروع الأمثلة في توحيد الصف والتضحية واللحمة.

 

إرهاب ممنهج

أحداث خطيرة عاشتها مأرب هددت استقرار المحافظة وسقوطها في الفوضى، وغذت المليشيات تلك الأحداث عسكريا واعلاميا، لتنقض على المحافظة العصية على التخلف والكهنوت والاذلال، لكن يقظة أبناء القبائل ومعهم الجيش والأمن أحبطوا تلك الخيانات والدسائس.

من أبرز تلك الأحداث الهجوم الذي شنه مسلحون على نقطة الفج في أغسطس 2018، وقتل خمسة جنود بينهم قائد النقطة، والهجوم على نقاط أمنية في مفرق السد في يونيو2019، واستهدف الجنود في منطقة العرقين مديرية الوادي في نوفمبر 2019، بزعامة تاجر السلاح هادي مثنى، وقتل 6 جنود، و6 مدنيين، وفي 29 يونيو الماضي هاجم مسلحون بقيادة محسن سبيعيان مواقع الجيش في منطقة عبيده بمديرية الوادي ، وقتل جنديين ومواطنين، وتمكن الجيش بمساندة رجال القبائل من قتل عناصر الخلية.

 

خلية سبعيان

في مؤتمر صحفي للناطق باسم الجيش الوطني العميد عبده مجلي، ومدير أمن مارب مع مدير عام شرطة مأرب العميد يحيى حُميد، كشفا عن عدد من الجرائم التي ارتكبها زعيم الخلية خلال الفترة الماضية خدمة للمليشيات الحوثية.

من تلك الجرائم المساس بأمن الدولة وتهريب شحن أسلحة بزراعة الألغام والعبوات الناسفة في الخطوط والمزارع وقتل المدنيين واستهداف قيادات في الجيش الوطني، وقصف مواقع للجيش بمدافع الهاون واقلاق السكينة العامة وخلخلة الوضع الأمني وتصوير مواقع الجيش وتهريب قطع تصنيعية للطائرات المسيرة للمليشيات.

الجرائم المنسوبة للخلية تؤكد ارتباطها بمليشيا الحوثي، خاصة وأنها تتزامن مع تقدم الجيش في جبهات القتال وتكبيد المليشيات خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

كل تلك الأعمال التخريبية والمحاولات البائسة للنيل من مارب وقبائلها وقيادة الجيش الوطني والأمن كان عاقبتها الفشل الذريع بفضل الله ثم وعي القبائل وحرصها على أن تبقى محافظتهم سليمة من دنس مليشيا الحوثي وجرائمه.

تضرب قبائل مارب بوحدة موقفها وتكاتفها أروع الأمثلة ورفضها القاطع للمليشيات تحت أي مسمى، وأثبتت بطبيعتها البدوية أنها أوعى وأفهم لحقيقة المليشيات من كل المكونات سواء سياسية أو قبلية في أرجاء اليمن، ولو أن اليمنيون نبذوا خلافاتهم وتكاتفوا حول جيشهم ودافعوا عن عاصمتهم ودولتهم كما تفعل قبائل مارب اليوم، لكانت المليشيات الحوثية في خبر كان.

ما فقدته مليشيا الحوثي من عناصرها وقياداتها على محيط مارب، لم تخسره في أي معركة أخرى، فقدتهم جماعات وفرادى، فالمليشيات لم تستوعب العادلة بعد، فمارب يسكنها منهم "أولو قوة وأولو بأس شديد" ورصاصات تهوى النواصي والجماجم.


| الصحوة نت



المصدر :الصحوة نت

ليست هناك تعليقات