كيف يؤثر القلق على تركيزك، وماذا تفعل لتجنبه؟
كيف يؤثر القلق على تركيزك، وماذا تفعل لتجنبه؟
كثيراً ما نتعرض لشعور القلق مع تقلبات الحياة اليومية والمشاكل المحيطة بنا التي قد تؤثر على تركيزنا، وتؤدي في النهاية إلى الشعور ببعض الأعراض السلبية على صحتنا كالتوتر والعصبية والتشتت والنسيان، وإذا لم نلتفت لما نشعر به من أعراض قلق وتوتر؛ فربما يتطور الأمر ليُسبب مشاكل صحية نحن في غنى عنها من البداية، في هذا المقال نعرض لك بعض الأعراض الواضحة التي تنجم عن التوتر والقلق في الحياة اليومية، وكيف تواجهه وماذا تفعل لتجنبه من البداية.
كيف يؤثر القلق على صحتك وأفكارك؟
إن القلق هو أمر طبيعي التعرض له قبل الذهاب إلى مقابلة عمل أو إلقاء حديث خطابي أمام مجموعة من الناس، لكن أحياناً يزداد الشعور بالقلق مع كثرة التقلبات والتعرض للمشاكل التي تواجهنا في الحياة اليومية، ومن الأعراض الصحية التي يُسببها القلق على المدى القريب أنه يزيد من سرعة ضربات القلب مع تركيز تدفق الدم إلى الدماغ والتنفس السريع والشعور بالإجهاد وحدوث اضطرابات في النوم، أما عن الأعراض الصحية التي قد يُسببها على المدى البعيد؛ فيمكن أن يُغير كيمياء الدماغ، ويؤثر على الجهاز المناعي للجسم ويجعله مُعرض للإصابة بالفيروسات والأمراض، وقد يُسبب النسيان والشعور بالتشتت وعدم التركيز لوقت طويل.
كما يمكن للقلق أن يؤثر على طريقة تفكيرك من خلال تأثيره على طريقة رؤيتك للأشياء من حولك؛ فالقلق أحياناً يدفعك إلى رؤية الأشياء بمنظور خاطيء وتهويل الأمور البسيطة، وخلق وساوس فكرية وافتراض أشياء لا صحة لها، كما قد يؤدي أحياناً إلى حدوث سوء فهم وتواصل مع غيرك من الأشخاص، أو وقوعك في بعض المشاكل نتيجة تحليلك الخاطئ للأمور بسبب قلقك الزائد من البداية.
أفكار سريعة للتعامل مع القلق:
إذا كان قلقك متقطعًا ويعيق تركيزك أو مهامك، فهناك بعض العلاجات الطبيعية السريعة التي يمكن أن تساعدك في السيطرة على الموقف قبل أن يتحول القلق إلى وساوس فكرية أو أمراض نفسية أكبر، فيما يلي بعض الأفكار قصيرة المدى التي تساعدك في التعامل معه:
1- اكتب أفكارك
عند شعورك بنوبة قلق أو توتر عليك أن تلجأ فوراً لكتابة أفكارك وطردها على الورق، حتى لو كانت هذه الأفكار غير منظمة ومشتتة وليس لها معنى، فلا تستهن بأن تعبر عنها وتكتبها على الورق أو على هاتفك المحمول؛ سيساعدك ذلك على تمييز مشاعرك وتحليل ما تشعر به بشكل أكبر؛ ومن ثَم تهدئة شعورك بالتوتر تدريجياً.
2- تفريغ الدماغ من الأفكار السلبية وممارسة التنفس العميق
يجب عليك إعطاء نفسك 10 دقائق من وقتك يومياً للاسترخاء، حيث تجلس في مكان هادئ بمفردك وتغمض عينيك ولا تفكر في أي شيء في محاولة منك لطرد جميع الأفكار السلبية من عقلك، ويمكنك أيضاً ممارسة تمارين التنفس العميق التي تجعلك تبدو أكثر هدوءاً على المدى البعيد من الوقت؛ حيث تقوم بأخذ نفس عميق من بطنك وتعد إلى ثلاثة، وبعد توقف قصير تقوم بعملية الزفير حيث إخراج الهواء ببطء مع العد إلى ثلاثة مرة آخرى، وهكذا تقوم بتكرار الأمر كلما شعرت بنوبات القلق المفاجئة، ومع تكرار ممارسة هذه العادة ستشعر بالاسترخاء أكثر مما سبق.
3- استخدم العلاج بالروائح
تبدو هذه الفكرة غريبة بعض الشيء لكن اُثبت فعاليتها في تقليل التوتر وتحسين الشعور بالاسترخاء؛ حيث أن العلاج بالروائح يساعد على تنشيط مستقبلات معينة في الدماغ مما يعمل على تقليل القلق؛ باختلاف مصدر هذه الروائح سواء كانت في شكل زيت أو بخور أو شمع، فإن الروائح مثل اللافندر والبابونج وخشب الصندل يمكنها أن تكون مُهدئة للغاية.
4- اذهب للتمشية أو مارس الرياضة
إن ممارسة الرياضة بشكل يومي بإمكانه تقليل حدة القلق وزيادة هرمونات السعادة في جسمك؛ حيث أن الجسم يفرز مادة الاندورفين عند ممارسة الرياضة وهذه المادة مسئولة عن محاربة القلق والاكتئاب، مما يجعلك تشعر بتحسن في نفسيتك، كما أنها تُزيد من ثقتك في نفسك وتجعلك أكثر مرونة في الحركة، لذا احرص على جعل الرياضة روتين يومي في حياتك حتى ولو بدأت بعشر دقايق من المنزل يومياً؛ ابدأ بوقت قليل وبالتدريج ستكون الرياضة جزء مهم من يومك لا يمكنك الاستغناء عنه.
أما إذا كان القلق جزء منتظم من حياتك، فيجب عليك اتباع استراتيجيات علاجية لمساعدتك في إبقائه تحت السيطرة؛ أما إذا تطور الموضوع لديك لدرجة أفكار وتصرفات صادرة عنك صعب التحكم بها فمن المفيد مناقشة هذه الأمور مع أخصائي نفسي؛ وفيما يلي نعرض لك بعض الأفكار طويلة المدى للتعامل مع القلق:
5- حافظ على صحة جسمك وعقلك
إن ممارسة الرياضة بانتظام ،وتناول وجبات متوازنة، والحصول على قسط كافٍ من النوم من 8 ل10 ساعات يومياً، والبقاء على اتصال بالأشخاص الذين يهتمون بك، وتجنب الأخبار السلبية المتعلقة بالسياسة أو المجتمع، وتفادي التعامل مع الأشخاص المُحبطة في حياتك قدر الإمكان؛ كل هذه الأفكار تُعد طرق فعالة جداً لتفادي أعراض القلق على المدى الطويل والتي تظهر فعاليتها بمجرد البدأ بالقيام بها.
6- جرب المكملات الغذائية أو قم بتغيير نظامك الغذائي
من المؤكد أن تغيير نظامك الغذائي أو تناول المكملات الغذائية يُعد خطة طويلة المدى؛ تُظهر الأبحاث أن بعض المكملات أو العناصر الغذائية يمكن أن تساعدك في الحد من القلق، وتشمل المكونات التالية:
1-الأفوكادو؛ لاحتوائه على نسبة عالية من فيتامين (ب)؛ مما يساهم في إفراز هرموني السيروتونين والدوبامين المسئولين عن تحسين الحالة النفسية.
2-السبانخ؛ لاحتوائها على الماغنسيوم الذي يساعد في محاربة القلق والعصبية.
3-الشوفان؛ لاحتوائه على هرمون السيروتونين ومضادات الأكسدة، وهى عناصر هامة لتقوية الجهاز العصبي.
4-الحليب؛ يمكنك تناوله قبل النوم حيث يعمل على التخلص من الأرق بفضل ما يحتويه من مضادات الأكسدة وبروتينات وفيتامينات.
5-اللوز؛ حيث أنه غني بفيتامين (ب2) و فيتامينE، يعمل على تقوية الجهاز المناعي في أوقات العصبية والتوتر.
والكثير من العناصر الغذائية الهامة لمقاومة التوتر؛ مثل: التفاح والزبادي والشاي الأخضر والشيكولاتة الداكنة باعتدال.
7- اسأل طبيبك عن الأدوية
إذا كان قلقك شديداً بدرجة كبيرة وتشعر أنك أصبحت لا تملك طاقة كافية لمحاولة اتباع استراتيجيات تقليل التوتر أو أنها لم تُجدي نفعاً معك؛ فمن الممكن الاستعانة بالأخصائي أو الطبيب النفسي وطلب الأدوية، فأحياناً يزداد القلق إلى درجة قد تصل إلى بوادر مرض نفسي وفي هذه الحالة يلزم التدخل العلاجي بالأدوية بالشكل الذي يصرح به الطبيب.
إن محاولتك للتكيف مع القلق الزائد ومن ثَم قدرتك على مواجهته والتغلب عليه؛ ستجعل حياتك تسير على نحو أفضل، المهم ألا تستلم لنوبات القلق التي تلاحقك، وتذكر أن كل منا تمر عليه أوقات عصيبة تجعله يتعرض لهذا النوع من القلق في حياته اليومية، فالأمر طبيعي إلى حد كبير ويمكنك السيطرة عليه.
كيف يؤثر القلق على تركيزك، وماذا تفعل لتجنبه؟ بواسطة أراجيك - نثري المحتوى العربي
المصدر : اراجيك
ليست هناك تعليقات