أحدث الاخبار

أقبية موت مموهة.. شهود يرون فضائع التعذيب الحوثي بحق المختطفين

أقبية موت مموهة.. شهود يرون فضائع التعذيب الحوثي بحق المختطفين



" لا زالت تلك الأصوات تلاحقني في كوابيسي.. كانت صرخات بشعة وكأنها لأشخاص يسلخون أحياء...وعندما أخبرت القائمين على المسجد اتهموني بالجنون".

قد تبدو هذه الكلمات كما لو أنها مقدمة لإحدى روايات الرعب -  لكنها قصص حقيقية يرويها شهود عيان سلطت شهاداتهم الضوء على معاناة الاف المختطفين والمعتقلين داخل أقبية وبدرومات سرية تابعة لمليشيات الحوثي الانقلابية.

مساجد وعمارات سكنية مغلقة وهادئة المنظر الخارجي كما تبدو للناظر، دون أن يخطر ببال أحد بأن ميليشيات الحوثي قد حولتها الى زنزانات تنتهك فيها الآدمية  بأبشع الطرق والوسائل، وستظل حكاياتهم دليلاً على طغيان وحقد أسوء جماعة حكمت اليمن عبر العصور.

صرخات الجن

يقول أحد الشهود " للصحوة نت" حدث ذلك عندما ذهبت لصلاة الفجر في المسجد واثناء قراءة الإمام كنا نسمع اصواتاً خافتة تشبه الأنين صادرة من تحت اقدامنا. ثم بدأت الأصوات ترتفع تدريجيا وسرعان ما تحولت الى صراخ لدرجة أن الإمام ارتبك في الصلاة وسجد ثلاث مرات".

ويضيف الشاهد " ع.ج" الذي اكتشف في السادس من مايو لعام 2016، بالصدفة أن بدروم المسجد المجاور لمنزله قد حولته الميليشيا من نورانية لتحفيظ القرآن الى غرفة تعذيب ونزع اعترافات بالإكراه من أصحاب الحي، :"  جميع من كانوا في المسجد يومها سمعوا تلك الأصوات ولم أكن أنا الوحيد الذي سمعها، وعندما توجه العقلاء بعد الصلاة ناحية البدروم تم منعهم من قبل الإمام "المعين من جماعة الحوثي" قائلاً بأنها مجرد جلسات لإخراج الجن من اشخاص مصابين بالمس.

يضيف الشاهد "صدق الجميع كلام الإمام ورحلوا وهم يستعيذون من همزات الشياطين، لكنني توجهت إليه وأخبرته أن هذا الكلام كذب وتلك الاصوات ليست لأشخاص ممسوسين بل اشخاص يعذبون ويتألمون،  فنظر الي نظرة تهديد وقال لي بالحرف الواحد: " يا فلان بطل حقك الجنان وروح ارقد ماشي عتنزل جنبهم يبعدوا لك الجني".

ويتابع قائلاً :"  وبعدها بأسابيع قليلة اكتشفت الحارة كلها موضوع قبو المسجد ولكنه كان فارغا حينها وجميع من كانوا فيه تم اطلاق سراحهم أو ترحيلهم الى مكان آخر أو ربما ماتوا.. لا أحد يعلم  بالضبط...والآن البدروم مغلق تماماً".

منزل مريب

في حي "من أحياء الأمانة" يتحدث بعض شهود العيان عن منزل مريب تسكنه عائلة تنتمي لما يسمى بالـ"هاشميين"، حيث يقول الشهود بأنهم لاحظوا أكثر من مرة عربة نقل "دينة" تأتي الى المنزل بشكل شبه ثابت عند الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، وينزل منها رجال ملثمون شديدوا الحذر ثم يخرجون من صندوق العربة  كراتين كبيرة وثقيلة جداً كما يبدو عليها، ويقومون مع صاحب المنزل واولاده بإدخال تلك الكراتين الى بدروم المنزل، وبحسب الشهود،  فإن ما يثير الفزع هو أنه في بعض الأحيان لا تكون حمولة العربة  كراتين ثقيلة، بل أشخاص عيونهم مغطاة ومقيدين بإحكام ويتم جرهم كالغنم الى البدروم!.

أحد الشهود ويدعي : "ج.ر"، يقول: " أنا بنفسي شاهدت المنظر اكثر من خمس مرات وهناك  غيري شاهدوه أكثر، ولدينا قناعة تامة بأن تلك الكراتين الثقيلة ماهي إلا سلاح يتم تخزينه في ذلك البيت نظراً لمساحته الكبيرة وولاء ساكنيه القوي لجماعة الحوثي، أما الأشخاص المقيدين فهم ببساطة معتقلين مهمين لدى الجماعة ويجري اخفائهم في البيوت بدل المعتقلات التي يبدوا بأنها قد امتلأت عن آخرها".

" لو كنت يهودي أو نصراني ما فعلوا بي هكذا. ضربطوال اليوم والله ما يتعبوا.. وبعدين يشوفوا لك بنظرات تلذذ وحشية اثناء الضرب وكأنهم يمارسوا هوايتهم المفضلة".

هذه الشهادة الحية من أحد الخارجين من أقبية التعذيب السرية تحت الأرض ويدعى "ب.ط" ومكان التعذيب هذه المرة كان في بدروم تابع لفيلا شخصية حوثية كبيرة يشغل حالياً منصب " سفير" ويتواجد هو وعائلته خارج اليمن، ولذلك حولت الميليشيا منزله الى مكان لممارسة " هواياتهم المفضلة".

" كنت اتبادل المزاح أنا ومدير المنطقة التعليمية، وللعلم أنه صديقي من زمان، واثناء المزاح سخرت من الحوثيين و" الصرخة" مما أدى الى ضحك الكثير من الطلاب والأساتذة وعندها لاحظت تغير وجهه لكنني لم أعر الموضوع اهتماماً ، ولم أكن أعلم بأنه سينسى ايام الصداقة و"العيش والملح" ويدخلني اسوء جحيم عرفته في حياتي لمدة 25 يوم كاملة، وبعدما خرجت أنكر اي علاقة له بموضوع اعتقالي وفوق ذلك أدعى أنه كان يتابع عليا لإخراجي لكن على من؟ ..الزمن دوار والأيام دول ..وسيأتي يوم يتجرع فيه الظلم مثلما تجرعته وأكثر".

اتصال منتصف الليل

شاهد آخر يدعى " س.ر" يقول : " قبل اربعة أشهر اتصلت جارتنا بزوجتي منتصف الليل وأخبرتها بأنها تسمع اصوات صراخ وأنين يأتي من منزل " القاضي" المجاور لمنزلنا وانها تخشى أن يكون البيت " مسكونا" خصوصاً وأن منزل القاضي مهجور بالكامل منذ دخول الحوثيين صنعاء في 2014 بعد أن توجهت عدة أطقم مسلحة تابعة للميليشيا واطلقت النار بكثافة على المنزل وهجرت ساكنيه ما دفع القاضي وعائلته لمغادرة اليمن الى مصر وهم يعيشون هناك الى اليوم".

ويتابع قائلاً: " بدأت الحكاية بمحاولة من جارتنا لإفزاع زوجتي على سبيل المزاح لكن الموضوع اصبح حقيقة وصرنا نسمع الأصوات فعلاً وظللنا طوال الليل نستمع الى القران الكريم ونقرأ الأذكار، وفي اليوم التالي عرفنا أن المشرف الحوثي الكبير "جحاف" الذي يسكن بالقرب منا " والذي كان سبب ترحيل القاضي وعائلته " قد استقدم بعض الأسرى من الجيش الوطني من محافظة "الحديدة" الى منزل القاضي الذي استباحه بالكامل، وبعدها قام بترحيلهم الى جهة غير معلومة.



المصدر :الصحوة نت

ليست هناك تعليقات