ارتفاع أسعار الملابس والأضاحي يصادر فرحة العيد عن الأسر اليمنية
ارتفاع أسعار الملابس والأضاحي يصادر فرحة العيد عن الأسر اليمنية
يمثل حلول عيد الأضحى المبارك مناسبة تجمع بين البهجة والهم على الأسر اليمنية خصوصا في صنعاء، مع ارتفاع أسعار جميع السلع والمنتجات في ظل غياب الرقابة، وتبعية غالبية التجار لميليشيا الحوثي الانقلابية وانعدام شبه تام للجمعيات الخيرية التي كانت توفر تلك المتطلبات، وشكلت ميزانية العيد هذا العام عبئاً ثقيلاً على غالبية اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثي حيث يعانون ظروفاً معيشية وصفت بالأسوأ في العالم، ويعيش الموظفون هناك بلا رواتب منذ قرابة اربعة اعوام.
عام ثقيل
تقول أم عاصم، (40 عاما) من محافظة صنعاء للصحوة نت "لدي 6 أبناء كل منهم يحتاج ملابس العيد إلى جانب الجعالة والعيديات وآخر راتب استلمه زوجي الذي يعمل في وزارة الأشغال العامة كان قبل نصف عام.
وأضافت أنها هذا العام ذهبت بمبلغ 40000 ريال مضافا إلى مبلغ اقترضته من جارتها ولم تعد إلا بنقود المواصلات ولم تشتر لنفسها ولا زوجها أي ملبوسات"، حسب قولها.
وترى أم نصر، معلمة (35 عاما)، أن حلول العيد مع هذه الأوضاع القاسية وارتفاع الأسعار أمر يرهق الاسر مهما كان دخلها، مبينة للصحوة نت "، أنها تقوم بعمل جمعية كل عام بـ 100 ألف ريال كي تشتري لأبناءها الصغار متطلبات العيد والمدارس.
وأوضحت أن هذا العام زادت الأمور سوءا بشكل كبير حيث اجتمع العيد مع ازمة مشتقات نفطية وانهيار للعملة ولم يكن أمامها إلا أن تقترض من أحد أقاربها كي تحل الأزمة، مؤكدة أنها هذا العام لا تجد له حلا.
وقالت: "ما كنت أشتريه بألف ريال أصبح بخمسة الاف ، وما كنت ادخره من قبل ، لم أعد أقدر على ادخاره الآن "، موضحة أنها مع زيادة الأسعار تتجه لشراء اي شئ من محلات "الحراج" لأول مرة في حياتها.
من جهته يقول المواطن نبيل علي: "أنا موظف راتبي مقطوع منذ أربع سنوات ويأتيني على شكل صدقات كل ستة اشهر او عام ولا أملك أي دخل آخر يساعدني على الإيفاء بمستلزمات العيد لأطفالي وعائلتي، لقد أصبح العيد يمثل لي عبئاً كبيرًا، واذا اردت الصراحة فقد ذهبت فرحة العيد نهائيا بسبب الاحوال وارتفاع الأسعار، ولا ندري الى اين سيقودنا هؤلاء الموالين لإيران التي يعاني شعبها كما نعاني نحن".
يوم القيامة
ربيع ناصر (27عام) وهو شاب حديث الزواج يقول" ان العبئ الأكبر الذي بات يواجهه هو ملابس النساء التي بلغت أسعارا أرقاما مبالغا فيها وهو يقوم كل عام بشراء الملابس لأخواته الصغيرات بمبالغ كبيرة، اما هذه المرة، فهو مطالب بشراء كسوة كاملة لزوجته وبالتالي لأمه ايضاً وهذا "مالم يكن في الحسبان"
ويقول رماح (32 عاماً) محافظة اب: "نحن أحد عشر شخصا نعيش في بيت واحد، ولك أن تتخيلي كم يحتاج هذا العدد من الكساء والغذاء، ولك أن تتخيل كم نضع ميزانية لتغطية احتياجات الجميع، وفوق هذا لا يوجد بترول كي اشتغل في التاكسي مصدر دخلي الوحيد، أعتقد أن يوم القيامة أصبح قريبا جدا ونحن ننتظره بفارغ الصبر"
ويتابع: "حاولنا الاستغناء عن الكثير من الاحتياجات، ولكن السؤال هل تستطيع ان تستغني عن ملابس الأطفال؟ هل تستطيع الاستغناء عن الأكل؟ عن شراء الحلوى لأطفالك؟ فذلك صعب جدا ومستحيل من وجهة نظري وخصوصا الأطفال الذين ينتظرون الأعياد " لعلهم يستشعرون شيء من الفرح بحياتهم التعيسة.
المصدر :الصحوة نت
ليست هناك تعليقات