غلاء للأسعار وغياب للخدمات.. فرحة باهتة للعيد في زمن المليشيات
غلاء للأسعار وغياب للخدمات.. فرحة باهتة للعيد في زمن المليشيات
حالة من الأسى والحزن تعم المواطنين في مدينة صنعاء على مشارف عيد الأضحى المبارك، بسبب غلاء الأسعار وأزمات مختلفة اجتمعت على المواطن لتحرمه من فرحة العيد كأزمة البترول "المفتعلة" وتضاعف عدد الجبايات والإتاوات والضرائب المفروضة من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية على اصحاب المحلات التجارية والبسطات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، وغير ذلك من اساليب "تنغيص العيش" التي تتفنن الميليشيا في صناعتها وابتكارها لقتل المواطن ببطي.
ثلاثة اضعاف
"سالم عايش" مواطن مقيم في مدينة صنعاء ويعمل في احدى المصالح الحكومية المختطفة من قبل عصابة الحوثي، يقول "للصحوة نت": " إذا اردت هذا العام ان تفعل مثلما مافعلته العام الماضي في عيد الأضحى، أن تشتري الأضحية والملابس لأولادك، فعليك دفع ثلاثة اضعاف المبلغ الذي دفعته العام السابق لشراء نفس تلك الأشياء، الطلي "الخروف" هذا العام بـ170 الف ريال او 200 الف بينما كان في العام السابق والذي قبله بـ 80 و 90 الف، والفستان الصغير الذي اشتريته لطفلتي بـ3000 العام الماضي بلغ سعره هذا العام 7000 ".
ويضيف عايش : " حتى اذا اشتريت اضحية العيد فستجد نفسك بحاجة لشراء دبة غاز من السوق السوداء بـ14000 ريال، نفس الدبة التي اشتريتها قبل عام من نفس السوق بـ5000 ريال كحد أقصى".
"ام كهلان" ربة بيت، تقول " فرحة العيد شئ لا يمكننا حرمان اطفالنا منه حتى لو بعنا اثاث المنزل لتوفير مستلزمات العيد فلن نتأخر، ورغم الغلاء الفاحش والجيوب الفاظية إلا أننا سنفعل المستحيل لنصنع لأطفالنا عيداً متواضعاً بقدر الحال لأنهم ينتظرونه من العام الى العام".
وتضيف قائلة :" ليس من الضرور تعبئة الصحون بحلويات العيد، سنضع فيها فقط ما يفرح اطفالنا وسيتفهم الضيوف ذلك اذا قدمنا لهم كوبا ساخنا من الشاي، والحدائق المجانية البسيطة ستكون خيارنا هذا العام بدل الحدائق الكبيرة، وملابس عيد الفطر لازالت جديدة ولا حاجة لشراء ملابس اخرى، أما الأضحية فهي سنة لمن استطاع وليست فرض و" قد ربك اخبر".
اما "ياسر" بائع ملابس فقال إن محلات الملابس تشهد عزوفاً ملحوظاً من قبل المواطنين بعد تأخر صرف رواتب موظفي القطاع العام ، مشيرا الى ان ارتفاع اسعار الألبسة وبخاصة الاطفال يعود لارتفاع قيمة العملات الأجنبية وتدهور الوضع الاقتصادي، اضافة الى ارتفاع تكاليف الشحن والرسوم الجمركية.
ونوه ياسر الى ان النشاط الذي تشهده الاسواق مع حلول عيد الاضحى لا يقارب النشاط الذي تزامن مع الأعياد الماضية ، لافتا الى ان ارتفاع اسعار الملابس اثر على الحركة التجارية كون اصحاب الدخل المحدود والمتدني يشكون من الأوضاع الراهنة والموظفين الحكوميون يشكون من انقطاع الرواتب وارتفاع الأسعار وبالذات الملابس التي بات شراؤها يحملهم اعباء مالية كبيرة، ولفت إلى ان عدد زبائنه قل بشكل ملحوظ هذا العام مما تسبب في خسائر للمحل ولذلك فهو يقوم ببيع القطعة احياناً برأس مالها خوفا من الكساد، حد قوله.
عهد أسود
من جانبه، تردد مأمون "موظف" اكثر من مرة في الذهاب الى الاسواق لشراء مستلزمات عيد الاضحى وبخاصة تامين ملابس اولاده في ظل الغلاء الذي يعصف بالبلاد منذ 2014 لكنه اضطر مأمون لتلبية مطالب اولاده بشراء ملابس العيد لهم وبأسعار متوحشة، وناشد مأمون التجار ورجال الأعمال الالتفات لمعاناة الكثير من العائلات الفقيرة على الأقل في مثل هذه المواسم التي ترتفع فيها الأسعار بشكل رهيب، معتبرا أن ما يحل مشكلة غلاء الأسعار التي يعاني منها الجميع، هو صرف الرواتب للموظفين حتى يتمكنوا من تأمين احتياجاتهم وما يطلب منهم والتوقف عن صنع الأزمات ونهب ثروات البلاد من قبل " الجماعة الحاكمة بأمر الله" .
واستنكر مأمون الذي تتكون عائلته من ثلاثة اطفال أكبرهم بسن السابعة، ارتفاع أسعار ملابس الاطفال ناهيك عن الارتفاع الحاصل بالمواد الاستهلاكية الاخرى، معتبراً ان عهد الميليشيات الحوثية "عهد اسود" في تاريخ اليمن، وأن غلاء المعيشة يعتبر من أكبر التحديات التي تواجه الاسرة والمجتمع، مشيراً الى أن هذه الظاهرة جعلت المواطن اليمني يخاف من اي موسم او مناسبة تقترب
اما عبد الجبار ويعمل سائق سيارة بالأجرة فقال: ان اسرتي لن تتمكن من شراء حاجيات العيد بسبب ارتفاع الاسعار، مشيرا الى انه قد يلجأ الى الاستدانة لسد حاجات ابنائه في العيد وخاصة لشراء ملابس الاطفال كون اسعارها مرتفعة، وان الاسعار منذ بداية شهر رمضان الماضي وحتى يومنا هذا ما زالت تطارد فرحة المواطنين وخاصة مع اقتراب حلول عيد الاضحى كونها مناسبة تحتاج الى ميزانية مالية اضافية.
وقال عبدالجبار: "تختلف مظاهر العيد التي كانت تشهدها اليمن قديما عن هذه الايام اختلافا جذريا، اذ كان للعيد طعم ونكهة مميزان يشعر بهما الجميع صغارا وكبارا ، مضيفا ، ان طقوس الاحتفال بالعيد تتراجع ككل شيئ جميل في اليمن منذ قدوم الحوثيين المشؤوم ، ولم يتبقى من مراسيم العيد البسيطة التي لم تتغير الا الذهاب الى الصلاة وتقديم واجب التهاني والزيارات الباهتة من أي فرحه".
المصدر :الصحوة نت
ليست هناك تعليقات