أحدث الاخبار

الأمم المتحدة.. من منظمة إنسانية إلى نائحة مستأجرة

الأمم المتحدة.. من منظمة إنسانية إلى نائحة مستأجرة



تدهشني الأمم المتحدة عندما تتباكى عبر منظماتها الكسيحة ذات العلاقة على المدن اليمنية المدرجة في قائمة التراث العالمي جراء ما تتعرض له مبانيها ومعالمها التاريخية من انهيارات بسبب مياه السيول والأمطار.

هذه المنظمة المخاتلة التي تغض طرفها عن أهوال قيامة الحرب في اليمن وعن قنص الأطفال تحديدا تبكي اليوم بدموع النائحة المستأجرة لمنزل تهدم هنا ولمعلم انهار هناك.. تبكي وهي التي صمتت عن تسونامي خراب الحرب الذي أحال مدنا برمتها غابات أشباح وأطلالا شاخصة ومباني انهارت على رؤوس ساكنيها ومن نجا منهم تخطفته يد النزوح ورياح التشريد لتلقي بهم وسط خيام رثة في أماكن مجدبة ليس فيها غير صقيع الظلم وحطام الإنسانية.

لم تنبس المنظمة الخائبة ببنت شفة وهي ترى براقش عرين الدولة المعينية أقدم دولة في المنطقة وقد تحولت إلى ثكنة عسكرية كما لم تقل كلمة واحدة وهي ترى معالم اليمن تنهار واحدة إثر أخرى تحت سنابك القذائف من هنا وهناك كما فُعِل بمسجدي السودي والفازة في محافظة تعز وكما فعل ويفعل اليوم بالذاكرة التاريخية والعلمية لمدينة زبيد ولغيرها من المدن التي يعبث بها العابثون دون وازع أو رادع.

كما صمتت صمت القبور وهي ترى الكنوز التاريخية في اليمن يسرقها لصوص التاريخ ويذهبون بها إلى خلف الحدود حيث يصنع منها مَن لا تاريخ له تاريخا مزوّرا وتلفيقا تعيسا لجذور منبتة وانتفاخا كاذبا لقوى تسعى في تخريب التاريخ والجغرافيا على حد سواء ليس في اليمن وحسب وإنما في كل دول المنطقة وما ضياع آثار العراق عنا ببعيد.

وحتى في نواحها المتصنّع كان غاية ما قدمته هذه المنظمة السفيهة هو الإعراب عن قلقها لا أكثر في بيانات باهتة خافتة تلد ميتة ويلوكها الإعلام بضعة أيام ثم تذهب أدراج الرياح.

لقد حضرت هذه المنظمة ببياناتها المهترئة في وقائع محدودة وغابت حين كان يجب حضورها كصوت إنساني ما يزال مسموعا رغم تعالي الضجيج.

غابت وهي ترى المدارس وقد صارت ما بين أطلال بائسة وبين مخيمات للنازحين الذين شردتهم بنادق الظلم.. غابت وهي ترى مقرات الأحزاب السياسية تسوى بالأرض إعلانا لموت الديمقراطية في اليمن.. غابت وهي ترى المستشفيات تنهار تحت ضربات المدافع والدبابات.. غابت وهي ترى جثث الأطفال والشيوخ والنساء مزقا وأشلاء وما من مجير.. غابت وهي ترى الصحفي بقلمه الأعزل وقد صيرته جماعات القتل طريدة شارة مذعورة.

لقد غابت هذه المنظمة عن دورها الإنساني وستظل غائبة حتى تكفر بها جميع الشعوب الحرة وعندها أما أن تصبح شاهد زور منبوذا في كل مكان وأما أن يهال عليها التراب فتصبح نسيا منسيا.



المصدر :الصحوة نت

ليست هناك تعليقات