أحدث الاخبار

مختطفون محررون: مليشيا الحوثي تقتل الصحفيين المختطفين ببطء

مختطفون محررون: مليشيا الحوثي تقتل الصحفيين المختطفين ببطء



يعود توفيق المنصوري بعد أيام وليال وحشية من التعذيب والضرب، لا يزال الدم ينزف من بعض جروحه، أجزاء من جسمه متورم بسبب الضرب بالحديد، ضرب بعنف على يد عناصر مليشيا الحوثي، في الزنزانة الجماعية "العنبر" ارتمى توفيق جثة هامدة لا يقوى على الحراك، تناوب على ضربه سجانون كثر.


وسائل وحشية تمارسها مليشيا الحوثي ضد اربعة صحفيين مختطفين لديها منذ يونيو2015، الهدف منها قتل الصحفيين المختطفين والتخلص منهم، توفيق المنصوري، عبدالخالق عمران، أكرم الوليدي، حارث حميد.


شهادات مروعة لمختطفين محررين، هم: حميد داوود، محمد شتيوي، ويمان أنعم، محمد مروح، اضافة إلى شهادة الصحفي المحرر حمزة الجبيحي الذي تم تحريره مؤخرا،  تحدث المختطفون المحررون خلال جلسة الاستماع نظمتها مؤسسة صدى، بمدينة مارب، عن أساليب تعذيب يتعرض لها الصحفيين، حارث حميد، أكرم الوليدي، توفيق المنصوري، عبدالخالق عمران، وأن حياتهم في خطر.

يقول حميد داوود " من أبناء كشر محافظة حجة، رغم ما كنا نعانيه من تعذيب، لكن ما يلاقيه الصحفيون المختطفون شيء مرعب، نسينا ما تعرضنا له إنهم يتعرضون لاعتداء وحشي".

سرد المختطفون المحررون في شهاداتهم، سلسلة من الانتهاكات والجرائم التي يتعرض لها الصحفيين، من اعتداء جسدي ونفسي.

في اغسطس الماضي زجت المليشيات إلى العنبر الذي يحتجز فيه الصحفيين وعشرات المختطفين، عصابة أكثر من 15 شخص، تبين لاحقا أنهم عصابة مدنيين، وأن مهمتهم الرئيسة التحرش بالصحفيين والتنكيل بهم، فتنقسم العصابة إلى مجموعتين مجموعة تعتدي على صحفي واحد، وبقية العاصبة تمسك ببقية الصحفيين، وتمنع أي من المختطفين التدخل لفظ النزاع.


 تتكرر الاعتداءات بحسب رغبة القائمين على السجن، وعندما يأتي عناصر المليشيات، اعتباطا، لفظ النزاع، يأخذون الصحفيين  بحجة أنهم المتسببون في المشاكل ثم يضربونهم بعصا حديدة وهراوات، ثم ادخالهم "الضغاطة" لأسابيع.

الجريمة التي اقترفها الصحفيون بنظر المليشيات والعصابة أيضا، بحسب رواية الشهود،  "بأن الصحفيين محرضين" كان الصحفيين قد أبلغوا لجنة الصليب عند زيارتها للسجن عن انتهاكات يتعرض لها المختطفون".

يقول الصحفي حمزة الجبيحي في مشاركة له في جلسة الاستماع، عبر "الزوم"، إن المليشيات عاقبتهم بإدخالهم السبعة زنزانة فردية، متر*متر" ، وأن المدعو "أبو جهاد" شحن بندقيته وأخرج سلاحه الأبيض أيضا وهددهم  بالتصفية، وقال لهم "لا احد سيعلم بذلك".


تم اخراج توفيق المنصوري من الزنزانة الانفرادية، اعتقد زملاءه أنهم سيعيدونه إلى العنبر نظرا لحالته الصحية، لكنهم تفاجؤا بعودته إلى الزنزانة بعد ساعتين، ليوضح لهم بأنه  كان معلقا وتعرض للضرب من قبل المدعو "أبو جهاد".



تداهم المليشيات العنبر الذي يتواجد فيه الصحفيين بشكل مستمر، وتأخذ الصحفيين بشكل خاص ومن ثم تعليقهم وتعذيبهم، يقول الشهود إنهم شاهدوا عبدالخالق عمران وهو مكلبش ومعلق في ساحة معسكر الأمن المركز الذي خصصته المليشيات كمكان اعتقال للمختطفين، يؤكد الشهود أن الصحفيان توفيق المنصوري، وعبدالخالق عمران،  أكثر من يتعرضا للضرب والتعذيب.

في احدى الليالي أخرجت المليشيات المختطفين، من العنبر بحجة التفتيش، وبعد ساعات أعادوا المختطفين إلى العنبر، لكن عبدالخالق عمران، لم يعد، وعندما سأل توفيق المنصوري المدعو "ابو جهاد" أين عبدالخالق؟ رد عليه "سيعود إليك جثة أو مشلول على نقالة".


ظل عبدالخالق عمران معزولا في زنزانة انفرادية منذ 11 اغسطس2021، ليلة مداهمة العنبر، وحتى 12 سبتمبر2021، موعد تحرير حميد داوود ومختطفين آخرين، يقول حميد "إنه غادر السجن لكن عبدالخالق لم يعد إلينا".

يقول المختطفون إن المشرف على تعذيب الصحفيين يدعى "ابو جهاد" شهاب المرتضى، شقيق القيادي في المليشيات رئيس ما يسمى اللجنة الوطنية لتبادل الأسرى" عبدالقادر المرتضى، الذي يجلس مع المبعوث الأممي للتفاوض على تبادل الأسرى والمختطفين في العاصمة الأردنية عمان.


في حديثه لـ "الصحوة نت" يقول وضاح المنصوري، شقيق الصحفي المختطف توفيق المنصوري، إن أسر الصحفيين لم تتمكن من زيارتهم منذ عام ونصف وتحديدا منذ اكتوبر
2020.

وأضاف أن المليشيات منذ أن نقلت الصحفيين إلى معسكر الأمن المركزي في صنعاء، لم تسمح لأسرهم بزيارتهم، ولا لأسر بقية المختطفين.


اضافة إلى كل تلك الجرائم التي يعانيها الصحفيين المختطفين فإن حالتهم الصحية سيئة جدا فقد أصيبوا في السجن بأمراض مزمنة، تهدد حياتهم، ولا تسمح المليشيات للصحفيين تحديد، الخروج للعلاج أو استدعاء الطبيب، أو شراء العلاج وادخاله إليهم، عندما سأل بعض المختطفين عناصر المليشيات عن عدم معالجة الصحفيين يردون عليهم " الصحفيون خطيرون ويستحقون الموت".


يقول أحد المختطفين في حديثه لـ الصحوة نت " إن أحد المختطفين شعر بالحمى وطالب بعلاج، حضر طبيب السجن، أعطاه ابرة، لم تمر أكثر من ساعة ليفارق ذلك الشاب الحياة، ربما تم تصفيته، كما يقول.

 


يعاني توفيق المنصوري من أمراض في القلب اضافة إلى ارتفاع الضغط والسكر، لا يختلف الحال عند عبدالخالق عمران، فهو يعاني من التهاب حاد في الكلى وانزلاق في العمود الفقري، ويعاني أكرم الوليدي من التشنج، والبواسير وضيق التنفس، ويعاني حارث حميد من ضعف النظر، البواسير، لا أحد منهم يتلقى أي رعاية صحية أو يتناول أدوية.


 في حال طالب الصحفي بإسعافه أو اعطائه أدوية، يتم معاقبته وادخاله الزنزانة، وفي حال كان مزاج السجان رائقا، يحوله على ما يسمى "الوحدة الصحية" في السجن، وهناك يتم كلبشته على السرير لمدة يومين ولا يعطى حتى حبة مهدئ، كما حدث لتوفيق المنصوري وعبدالخالق عمران وحارث حميد.



يصف المختطفون المحررون أن المليشيات حولت المختطفين إلى "مؤسسة استثمارية" مبالغ خيالية يتم تحويلها شهريا إلى المختطف، تنهب المليشيات منها مبالغ ضخمة، ولا تسمح لهم بشراء أدوية أو فاكهة أو تحسين تغذيتهم، وفي حال تم ذلك فبأسعار خيالية، وتجبرهم على شراء القات والدخان و"الشمة" فقط.



وسائل تعذيب مميتة يتعرض لها الصحفيون المختطفون الأربعة لدى مليشيا الحوثي، يقول زملاؤهم إن لم يتم تدارك الأمر بالعمل والضغط للإفراج عنهم فقد يفقدون حياتهم.

 يقول المختطفون المحررون في شهادتهم "إن ما تم الحديث عنه فيض من غيض وأن ما يتعرض له الصحفيون يهدد حياتهم وأن حالتهم الصحية والنفسية سيئة للغاية".





المصدر :الصحوة نت

ليست هناك تعليقات