البكاء بدل الفرح.. كيف يستقبل أهالي المختطفين في سجون المليشيات عيد الأضحى ؟
البكاء بدل الفرح.. كيف يستقبل أهالي المختطفين في سجون المليشيات عيد الأضحى ؟
لا تزال ام "عبد الرحمن" المختطف في سجون الحوثي تتذكر كيف اختطف الحوثيين ابنها قبيل الفجر ومنذ ذلك اليوم تمر الأعياد على منزلهم مرور الكرام بلا فرحة أو زينة حزنا على عبدالرحمن الذي يقضي سنوات شبابه خلف قضبان مليشيات الموت.
تقول أم عبدالرحمن:" اخذوا ولدي قبل ثلاث سنوات وأخذوا معه حياتي كلها وحياة زوجته التي لم يعش معها سوى أربعة أشهر، ولم يشاهد ولادة ابنته الجميلة،
وتضيف بحسرة:" منذ اعتقاله لم نعرف للفرح طريقا الى منزلنا في الاعياد او في غيرها ولا نعرف ايضا إلى متى سيظل في السجن ؟
فرحة مؤجلة
ومع ان معظم اليمنيون يستقبلون عيد الاضحى وسط ظروف معيشية واقتصادية صعبة افسدت فرحتهم بالعيد، الا ان هموم ذوي المختطفين انكى واشد، مثل زوجة" ضياء" المختطف منذ عام ونصف والتي لا ترى في يوم العيد سوى مناسبة حزينة بدون زوجها الذي تركها مع طفلها الوحيد وذهب إلى السجن بدون سابق إنذار.
تقول مروة زوجة ضياء :" العيد الكبير الحقيقي سيكون يوم خروج ضياء من سجون هؤلاء الظلمة، اما الان فالعيد فرحة مؤجلة، والله دائما إلى جانب المظلوم، اما الظالم ففرحته لن تطول".
اما " مريم " والدة احد المختطفين منذ سنتين فتقول:" تمر علينا الايام بألم وحسرة إلا أن ايام العيد تكون أكثر ايلاما وقهرا من غيرها، ففي العيد نتذكر كيف كان ولدي" س" يملأ البيت نشاطا وبهجة ويذهب لشراء لحم العيد والالعاب النارية ويوصلني انا وزوجته إلى منزل اهلي ثم يأخذ الاولاد للحديقة، هذه الذكريات تصيبني بالجنون وأريد أن أرى ولدي حتى من بعيد.
وتضيف: طفليه فقدوا الشعور بالفرح بالعيد بل صاروا يبكون كلما جاء العيد وابوهم ليس إلى جوارهم، حسبنا الله ونعم الوكيل في الحوثيين وكل من ناصرهم وايدهم ".
البكاء بدل الفرح
وبالمثل يقول الحاج علي الذي يقبع ولده ابراهيم خلف القضبان منذ سبعة أشهر" لا أعرف كيف حال ولدي ولا كم سيظل في السجن وهل يتعرض للتعذيب؟ لقد بعت كلما املك تقريبا لإخراج ابراهيم ولكن كلما نحصل عليه هو وعود جوفاء".
ويضيف:" ابني سائق دراجة نارية على باب الله ولا شان له بالسياسة والجميع يعلم هذا ولكنه كان يرفض ذهاب اخوه الأصغر للقتال مع الحوثي فتخلص منه المشرف ورماه في السجن ظلما والظلم عاقبته وخيمة وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون".
وبخصوص فرحة العيد يقول:" لم أعرف للفرحة طريقا انا وكل اهل البيت منذ ان أخذوا ابني مني، ويوم العيد بالذات يكون اليوم الاقسى على قلوبنا ونستقبله بالبكاء بدل الفرح، كلما أريده هو أن أرى ابني في بيتي قبل ان اموت ".
آلاف المختطفين
ويمثل هؤلاء فقط ممن تحدثت معهم الصحوة نت عينة بسيط لآلاف الأسر التي تتذكر أبنائها في السجون في المناسبات والأعياد حيث يجتمع الاهل والأقارب، فحسب تقرير صادر عن "تحالف رصد" أو التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن وهو ائتلاف حقوقي عريض من عديد المنظمات غير الرسمية، وثق تعرض 1635 مختطفاً لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي بمعتقلات الحوثي خلال 6 أعوام مضت.
وبحسب التقرير فإن من بين الضحايا 109 أطفال و33 امرأة و78 مسناً موزعين على 17 محافظة يمنية.
وأصيب نحو 1427 مختطفاً عذبوا في سجون الحوثي بينهم 101 طفل و24 امرأة و63 مسناً بشلل كلي ونصفي وآخرين بأمراض مزمنة وفقدان للذاكرة وإعاقات بصرية وسمعية، طبقا للتقرير.
المصدر :الصحوة نت
ليست هناك تعليقات